قنوات وبرامج «الإعلام الجديد» تفرز جيلا فطريا مهنيا

قنوات وبرامج «الإعلام الجديد» تفرز جيلا فطريا مهنيا

"الإعلام البديل" أو "الإعلام الاجتماعي" أو "صحافة المواطن" أو "مواقع التواصل الاجتماعي" .. أيا كانت التسمية أو المصطلح الذي يطلق على "الإعلام الجديد"، فقد بات من المعروف أنه إعلام أفرزته معطيات العصر وثورته التقنية الهائلة، والدخول إليه لا يستلزم سوى اعتماد حساب معين في الموقع الذي ترغب في التسجيل فيه عبر شبكة الإنترنت عبر جهاز حاسب أو هاتف ذكي، وأنه إعلام عصري يتضاد مع الإعلام التقليدي، ولم يعد في الإعلام الجديد نخبة متفردة أو كوكبة إعلاميّة أو قاعدة من المحترفين للصوت والصورة.
أتاحت شبكات "الإعلام الجديد" مميزات تفاعلية، وفضاء مشرعا، وممارسات متنوعة، غيرت آليات الاتصال والإعلام، والتفاعل على كافة الأصعدة. ورغم كونه إعلاما جديدا، إلا أنه لم يلبث أن أوجد جيلا من الإعلاميين. هذا الجيل لم يتخصص في حقل الإعلام ولم يمارس الصحافة .. جيل من الشباب أسس له كيانا خاصا وبرامج وقنوات إعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي وعبر الفضاءات الإلكترونيّة .. وأضحى كثير من تلك البرامج، يحظى بمتابعة وبنسبة مشاهدة مرتفعة .. كونها تتطرق لقضايا تجد اهتماما .. وتهتمّ بالمشاهد الذي يجد نفسه شريكا نشطا في المادة المعروضة .. وكون تلك البرامج تلامس سقف الاحترافية، وتمتطيها - في بعض الأحيان - إعدادا وعرضا وتنفيذا وإخراجا. وهي في ذلك تستفيد من تقنيات الإعلام التفاعلى الجديد وما هيأته هذه التقنيات، وخدمات القيمة المضافة من أدوات تسهم فى دعم وتطوير الأداء الإعلامي.
غيّرت بعض البرامج الرصينة واستقطابها نسب مشاهدة عالية، النظرة لبعض الشبكات ووسائل التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيوب - حيث تتعدد البرامج فيها - بأنها لا تعدو كونها مجرد أدوات للتسلية وأدوات للترفيه، وعبر جهد شبابي متتابع ومتواصل ومستمر يعزف على وتر "ماذا يريد المشاهد؟). وأحدثت نقلة نوعية في الغاية من استخدامها على صعيد المجتمع والواقع والوسط الإعلامي، وهو الأمر الذي حدا بكثير من الجهات الإعلامية والصحف الورقية لمواكبة المتغيرات والالتحاق بالركب.
وفي هذا، يقول الممثل والمخرج جميل القحطاني: "المواهب الشابة التي برزت مع ظهور الإعلام الجديد يختلفون في اختيارهم لهذا المسلك، فمنهم من استهواه الإنترنت ويريد العمل وحيدا وبمنصة حرة وشكل معلوماتي جديد، وإرسال رسالته عبر هذه الفضاءات المفتوحة، ودون إشراف أو رقابة على السيناريو وآليات الإخراج .. ومنهم من لم يجد مجالا ليبرز فيه موهبته فاتجه لهذا النوع من الإعلام كوسط ينيخ فيه مطيته ويستعرض إبداعاته.
وزاد القحطاني بالقول: "إن أكبر حافز معنوي لهؤلاء الشباب، يكون من خلال القبول الجماهيري والرضا والتشجيع من قبل المتابعين والمشاهدين".
ومن جانب آخر فإن المتابع لبرامج الإعلام الجديد، يجد أنه لا يستدعي كادرا متكاملا وأعدادا كبيرة .. ويكفي هنا أشخاص معدودون للقيام بكل شيء، بدءاً من الإعداد ومرورا بالسيناريو وحتى الإنتاج والإخراج، هذا الأمر يوفر مرونة وحيوية ومواكبة للأحداث الجارية، وبشكل يجعل من عولمة الإعلام واقعاً ملموساً لا يمكن تجاهله.

الأكثر قراءة