منتصف الطريق
حدثني صديق قريب بأنه يشعر بنوع من الفتور المخلوط بشيء من التعب وهو في منتصف الطريق، فقد أكمل حتى الآن رسالتي ماجستير في علمين مختلفين وهو على رأس العمل، ولا شك ذلك إنجاز يحسب له، وهدفه الأبعد هو الدكتوراه.
أعتقد أنه من الطبيعي جدا أن يشعر الإنسان وهو في طريقه ليحقق حلمه بشيء من التعب والفتور من فترة إلى أخرى، فالنفس البشرية لها إقبال وإدبار، وتلك طبيعة من طبائع البشر لابد من تفهمها والتعايش معها. ولكن ما هو الحل لدفع المحرك الذاتي ؟ وما هو الحل لتدب الحياة في الجسد والروح من جديد ؟ هذه بعض من الهمسات لمن شعر منا وهو في منتصف الطريق بشيء من الفتور والتعب.
أولا : ليفكر ويتأمل عميقا فيما حققه إلى الآن، فقد وصل إلى نصف الطريق بعد بذل وجهد وتعب، وصرف للأموال والأوقات، والتوقف في نصف الطريق فيه ضياع لجزء من الحلم والجهد. وربما عليه أن ينظر حوله، فكثير من الناس لم يقوموا بعد بالخطوة الأولى إلى الآن، وهم مازالوا في عالم التسويف، وشعارهم " سوف وسأفعل وأخواتها".
ثانيا : ارفع بصرك ونظرك أمامك، فخط النهاية قريب، وتذكر أن الهدف الحقيقي في الحياة هو وضع حجر في جدار الحياة وذلك يكون بالوصول إلى الهدف.
ثالثا : تذكر أن بعض ممن حولك يرونك قدوة لهم حتى ولو لم تشعر أنت بذلك، فكم من شخص أراد أن يصل إلى مكانك وهو ينظر إليك من خط البداية، والتفت حولك وستجدوهم بكثرة ! بل ربما حالت بعض الأسباب في تأخرهم.
رابعا : في منتصف الطريق ركز نظرك دائما على خط النهاية، فهو ليس بالبعيد، وكما قيل "أنظر إلى النصف الممتلئ من الكأس".
وأخيرا، لنتذكر أن الحياة سوف تمضي سريعا، وسوف ننسى الألم والتعب، والجهد والآهات، وستبقي الذكرى والعمل، وحين نصل إلى نهاية الطريق ستفتح لنا أبواب أخرى جديدة، يقول إبراهيم الفقي رحمه الله "هناك أوقات نشعر فيها أنها النهاية، ثم نكتشف أنها البداية، وهناك أبوابا نشعر أنها مغلقة، ثم نكتشف أنها المدخل الحقيقي".