75 % من برامج القنوات العربية أجنبية

75 % من برامج القنوات العربية أجنبية

أكد باحث في الإعلام القيمي أن نحو 75 في المائة من البرامج التي تعرض على شاشات القنوات العربية هي برامج مستوردة تعزز العنف وإدمان المخدرات والشذوذ الجنسي وغيرها من الأمور السلبية، مشيرا إلى أن القنوات العربية تحتاج إلى بث أكثر من 300 ألف ساعة سنويا لتغطية ساعات البث. ويقول لـ ''الاقتصادية'' ماجد بن جعفر الغامدي الباحث في الإعلام القيمي ورئيس رابطة الإعلاميين السعوديين في أمريكا وطالب الدراسات العليا في الإعلام: ''منذ أن دخل التلفزيون إلى حياة الإنسان على يد عالم الفيزياء الأمريكي ''الروسي الأصل'' فلاديمير كوزما زوريكين عام 1924، شهدت البشرية نقلة نوعية في مجال الاتصال، وازدادت تطورا مع التقدم العلمي الذي وصلت إليه البشرية في عصرنا الحاضر، وازداد بالمقابل تأثيرها في الفرد والمجتمع والأسرة''.
وبين أن مجلة الفضائيات ''جود نيوز تي في'' Good News TV التي قامت بعمل استبيان تحت شعار ''شاهد ما تريد''، فتوجهت إلى الجمهور العام وأساتذة الإعلام، وكانت النتيجة أن نحو 78 في المائة من الجمهور العام رأوا أن القناة الهابطة هي التي تعرض أغنيات مصورة أو مواد يغلب عليها الطابع الجنسي، أو تعتمد على مسابقات الأسئلة الساذجة من تقديم فتيات فقط، وتقدم مواد تعارض قيم المجتمع، في حين جاءت آراء أساتذة الإعلام والاجتماع بأن القناة الهابطة هي التي تهبط بالمجتمع وبالذوق العام سواء كان بصريا أو سمعيا أو فكريا، وتعتمد على التلقين والتسلية ولا تقدم أي مواد تثقيفية.
وكشف الغامدي أن القنوات العربية تحتاج إلى بث أكثر من 300 ألف ساعة سنويا لتغطية ساعات البث، في حين أن الإنتاج العربي التلفزيوني والسينمائي بمختلف أشكاله من الرياضة إلى البرامج الدينية مرورا بالأعمال الدرامية، لا يغطي أكثر من 25 في المائة فقط، و75 في المائة هي برامج مستوردة، مؤكدا أن بحوث ''يونسكو'' أكدت أن التلفزيونات العربية تستورد من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بحدود 60 في المائة من مجموع البرامج، ونحو 90 في المائة من هذه البرامج المستوردة التي تعرض عبر الفضائيات العربية تعزز عدة مواضيع سلبية مثل العنف وإدمان المخدرات والشذوذ الجنسي وطمس التاريخ وعولمة القيم الخاطئة، وتقدر نسبة البرامج المستوردة التي يتم تخصيصها لفئة الشباب والأطفال بنحو 52.3 في المائة في المتوسط، ولا يتعدى مؤشر مجموع البرامج الثقافية من 10 إلى 15 في المائة. وتابع: ''وصل إجمالي الإنفاق الإعلاني الخليجي إلى 8.27 مليار دولار في عام 2008 مقارنة بـ 6.65 مليار دولار في عام 2007، إذا علمنا أن الإنفاق الإعلاني العربي لا يشكل سوى 2 في المائة فقط من الإنفاق الإعلاني العالمي، وأوضحت دراسة أن الشاب العربي يقضي معدل 28 ساعة أسبوعيا لمشاهدة التلفزيون''.
وأشار الغامدي إلى استطلاع آخر أجرته إحدى الجهات المهتمة بالإعلام والتلفزيون، فقال إن نحو 66 في المائة من الشباب أكدوا أن التلفزيون له آثار سلبية في عادات وقيم الشباب، في حين قال 3 في المائة إنه يؤدي إلى انتشار الجريمة، وأكد 22 في المائة أنه يؤثر سلبا في المستوى الدراسي.
وفي إجابات أخرى ذكر 26.5 في المائة من الشباب أن التلفزيون يشيع ظواهر الموضة وقص الشعر، بينما قال 9.5 في المائة إنهم يقلدون نجوم التمثيل والأفلام والمسلسلات في سلوكهم، وقال 8.5 في المائة إنهم يتأثرون بالمفردات والكلمات والألفاظ السلبية من خلاله.
وفي أثناء مناقشة منظمة يونسكو لنظام اتصال عالمي جديد، أُثيرت تحذيرات من خطورة السيطرة الأمريكية على مجالات البث التلفزيوني العالمي، وتأثيره السلبي في الثقافات القومية، وأشارت بعض الدراسات إلى أن محطات التلفزة العربية تستورد ما بين 40 في المائة إلى 60 في المائة من برامجها من مصادر أهمها الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، وتحتل هذه البرامج مركزاً كبيراً في البث التلفزيوني اليومي، نظراً لأن معظمها برامج ترفيهية، مؤكدة أن البرامج الترفيهية تحتل المرتبة الأولى في البث التلفزيوني العربي، وتعرض غالباً في ساعات المشاهدة المركزة بين السابعة والعاشرة مساءً.

الأكثر قراءة