القوائم المالية لغير الناطقين بها
هناك الكثير من الناس الذين يمتلكون أسهما في شركات المساهمة وهم لا يستطيعون قراءة القوائم المالية وفهم محتوياتها، فهم بشراء تلك الأسهم يعتبرون شركاء في تلك الشركات، ويجب عليهم فهم محتويات القوائم المالية لتقييم أداء شركاتهم المالي أو أداء الشركات التي ينوون الشراء فيها، مع العلم أن نتاج الشركة المالي ليس العامل الوحيد الذي يؤثر في أسعار الأسهم فهناك عوامل أخرى تؤثر فيها يعرفها الاقتصاديون المتخصصون.
وما سأتحدث عنه في هذا المقال هو تعريف مبسط للقوائم المالية لغير المتخصصين، ومن باب إبراء الذمة، وجب علي التنويه هنا أن الفهم البسيط للقوائم المالية الذي ستخرج به من هذه المقالة لن يجعلك مؤهلا لتحليل القوائم المالية واتخاذ القرارات بناء على ما تخرج به منها، فيجب أن يقوم بذلك محلل مالي ذو خبرة واسعة، وما أحاول فعله هنا تعزيز الوعي حيال القوائم المالية لفهم محتوياتها.
تعتبر القوائم المالية أداة مهمة لتقييم أداء الشركة المالي، ومن خلالها يمكن تقييم أداء الإدارة التي أصبحت في عصرنا الحاضر مفصولة عن الملكية، فليس من الضروري أن يدير الشركة من يملكها، كما أن ظهور الأنواع الحديثة من الشركات مثل الشركات المساهمة قد عزز من أهمية القوائم المالية ودورها في تداول أسهم الشركة، كما أن أداء الإدارة الإداري وأنشطتها في مجالات المبيعات والتسويق تنعكس بشكل مباشر أو غير مباشر عاجلا أو آجلا على القوائم المالية، فهذه الأنشطة لها انعكاساتها الحتمية على أداء الشركة المالي الذي يمثل الجزء المهم في هدف الشركة النهائي.
وتتكون القوائم المالية عادة من ثلاث قوائم رئيسة، قائمة المركز المالي وقائمة الدخل وقائمة التدفقات النقدية، وسنبدأ الحديث عن قائمة الدخل، فهذه القائمة تخبرنا عن قدرة الشركة على تحقيق الأرباح، فمن خلالها نستطيع أن نعرف تفاصيل المبيعات والإيرادات التي جنيناها وتفاصيل تكلفتها، فتبدأ القائمة بالإيرادات ونطرح منها تكلفة البضاعة المباعة لنحصل على إجمالي الربح أو إجمالي الخسارة، ولو كانت النتيجة إجمالي خسارة فهذه مصيبة كبرى، تخيل أنك تشتري منتجا بسعر وتبيعه بسعر أقل إذاً لن تحقق أي أرباح مهما ازدادت مبيعاتك، وبعد ذلك نطرح المصروفات العمومية والإدارية ومصروفات التسويق والمصروفات الأخرى لنحصل على صافي الربح أو صافي الخسارة، هذه قائمة الدخل بشكلها البسيط، أما قائمة المركز المالي فتنقسم إلى قسمين متساويين في القيمة، القسم الأيسر يحتوي على حقوق الملكية الذي يحتوي على رأس المال والربح والخسارة المتراكمة منذ بداية عمل الشركة مطروحا منه ما تم توزيعه من أرباح هذا بالجانب السفلي، أما الجانب العلوي فيحتوي على المطلوبات أي ما للآخرين على الشركة أو ما اقترضناه من الآخرين، وتنقسم المطلوبات إلى مطلوبات متداولة أي تستحق السداد خلال سنة أو مطلوبات طويلة الأجل وهي تلك التي لا تستحق السداد خلال السنة القادمة، ومجموع المطلوبات وحقوق الملكية ''الجانب الأيسر من القائمة'' يساوي مجموع القسم الأيمن من القائمة المتمثل في الأصول، إذا رأس المال والأرباح وما اقترضناه من الآخرين في الجانب الأيسر، أين ذهبت هذه الأموال في الجانب الأيمن المتمثل في الأصول كما ذكرنا؟ والأصول بالجانب الأيمن تنقسم بدورها إلى قسمين أصول متداولة وهي الأصول التي ستتحول إلى نقدية خلال العام القادم وأصول ثابتة تتمثل في ما لدى الشركة من مبانٍ وأراضٍ وسيارات وأي ممتلكات أخرى، أما قائمة التدفق النقدي فهي عبارة عن تحليل حركة النقدية خلال السنة، فالنقدية التي استلمتها الشركة أو صرفتها تكون إما لأغراض تشغيلية أي تتعلق بنشاط الشركة الرئيس أو استثمارية أو تمويلية، واستثمارية يعني استثمارات لا تتعلق بنشاط الشركة الرئيس مثل الاستثمار في الأسهم، وتمويلية مثل شراء سيارات أو بناء مستودعات إضافية أو شراء خط إنتاج جديد، فتعرف من خلال هذه القائمة من أين أتتك الأموال وفيم ذهبت؟
وحين يشهد المحاسب القانوني أن القوائم المالية عادلة فهذا يعطيك اطمئنانا كافيا كي تستطيع أن تسلم القوائم المالية إلى محلل مالي يحلل لك تلك القوائم ويخبرك بمواطن قوتها وضعفها من خلال أدوات خاصة بالتحليل المالي.