المرأة والسياسة أبرز ما يشغل الإعلاميين السعوديين في «تويتر»
شغلت ''قضية التضليل الإعلامي'' للقنوات السياسية والمرأة في ''تويتر'' حضور الأمسية الإعلامية التي كان ضيفها الإعلامي عبدالله المديفر، الذي أوقف أخيرا عن تقديم برنامجه الشهير ''في الصميم'' على روتانا خليجية.
الحضور الأحسائي الذي شهد كوكبة من الأدباء وذوي الشأن الاقتصادي والسياسي والمرأة أيضا كان شغله الشاغل أن يكون هنالك منافذ قضائية لمحاكمة الإعلام المضلل في المجالات كافة، ففي الوقت الذي اتهم التجار بأنهم أسهموا في تضليلهم في بعض القضايا الاقتصادية، كانت المرأة تتهم بعض الإعلاميين بالمتاجرة بقضاياها.
الإعلامي المديفر ذكر في أمسيته التي أقيمت في مقر غرفة الأحساء أخيرا أن المرأة في الإعلام باتت ساحة معركة بين تيارين يحاولان تحقيق مصالحهما من خلال قضاياها, لتضيع قضايا المرأة الحقيقية وتنميتها, لتتحول إلى أداة بأيدي هذه التيارات.
كما دافع عن ساحة الإعلام الجديد واصفا بالرقيب الحقيقي على السلطات التقليدية كافة، ومن بينها السلطة الرابعة، التي تتعلق بالإعلام التقليدي، الذي أصبح ينتهج طريقا خالف دوره الأساسي، قائلا: ''الإعلام في المملكة والعالم العربي بشكل عام لا يقوم بعمله الحقيقي لأسباب كثيرة، ومهما كانت الأسباب، إلا أنه لم يعد لهذه السلطة دور حقيقي، لذلك السلطة الرابعة تحتاج إلى أن تكون إعلاما حرا نزيها مستقلا، وأن يكون عليها رقيب لتصحيح مسارها، وهذه السلطة ظهرت مع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي، التي كان أبرزها ''توتير'' الذي بات يطلق عليه ''السلطة الخامسة''.
وزعم أن ثقة السعوديين بقنواتهم التلفزيونية ضعيفة، والتي صنعها هذا الإعلام منذ سنوات، لأنه مارس لعقود الأستاذية بدل أن يتحدث عن واقع وطموحات الناس، الذين باتوا يطلقون على قناة التلفزيون الأول بـ'' قناة غصب واحد'' في وصف ساخر من سياسة الإعلام في هذه القناة.
ويرى المديفر أن الإعلام إذا أراد أن يمارس دوره الحقيقي فلا بد أن يتحدث عن واقع الناس وطموحاتهم، وبينهما رصد الحركة التي يتحرك بها المجتمع، فالإعلام الحكومي وتحديدا التلفزيون السعودي لم يعرض حتى الآن أي محاولات للواقع، كما يريد الناس فكانت ''أزمة ثقة''، لذلك عندما ظهر ''تويتر'' أصبح الشغل الشاغل للسعوديين فاندفعوا إليه، لأنهم كانوا يحاولون التخلص من التراكمات القديمة السابقة، لذلك لا بد من إعادة قراءة سياسة الإعلام من جديد، ليكون الدور بهذه المنظومة مستقلا ونزيها، ويحاول العودة إلى موقعه الصحيح بأن يكون الرقيب لا الأستاذ الموجه، لذلك فشل التلفزيون السعودي في تقديم رسالته بالوجه الأكمل والمطلوب.
ويواصل المديفر الحديث فيقول إن ''بشوت'' رؤساء التحرير في المناسبات الدولية، التي يمثلها الإعلام في الخارج باتت تستفز ''المديفر'' الذي قال ''هنالك أمر يستفز في صور رؤساء تحرير الصحف المرافقين للقيادة الحكومية، ففي كل حدث أو اجتماع يجتمع عليه زعماء الدول لا نرى الإعلام بموقعه الحقيقي، بل في المقاعد التابعة للوزراء والقادة وهم يرتدون ''البشت''، بينما موقعهم الأصح في مناصب أخرى لرصد الوقائع والحقائق ونقلها وطرحها ومناقشتها دون تحوير في الخبر، إنما ترك القرار للمشاهد أو القارئ للحكم، فعليهم أن يعددوا الآراء للخبر الواحد لا صيغة أو شكل الخبر الواحد''.
الأمسية التي شهدت تساؤلات عن تعاطي الإعلامي مع الوضع السياسي الراهن، حيث عبر الحاضرون عن إحباطهم من الإعلام العربي في ظل حكم السلطات عليه لم يكن إعلاما حرا, والإعلام العربي أصبح إعلاما مؤججا متناقضا، هنالك لغة مختلفة بين الإعلامي، فالخبر الواحد من خلال القنوات التي تنقله بحسب توجهها، فأصبحنا نشعر بالإحباط، ما دفع بالمديفر للتحذير من واقع الإعلام المصري، وألا يقتدي الإعلامي به، لأن المصري بجميع أطيافه الفنوني والإخواني والمستقل والسلفي حاد عن مساره الطبيعي، فتحول إعلاميوه من إعلاميين لديهم أدواتهم لعرض الحقيقة إلى ناشطين سياسيين حتى بات إعلامهم يمارس توجيه الناس ويتبنى منهج الأستاذية، وهذا خطأ انزلق فيه الإعلام المصري، وبات من الخطر الاقتداء به، لأن الإعلامي دوره عرض الواقع، كما أن للناس سماع الآراء، دون فرض توجهاته عليهم.
كما لفت إلى أن أكثر ما يفسد الإعلامي أمران المال الاقتصادي والسلطة السياسية، حيث يوقف المال الحقيقة ويهدم الإعلام, وأضاف ''حتى نصل إلى مرحلة من الحرية والاستقلال هي معركة طويلة الأمد وفيها ضحايا وقضايا كثيرة تواجه الإعلام في الطريق, والإعلام من مهامه الأساسية اكتشاف الحقيقة إلا أنه للأسف أحيانا يخترع الحقيقة ولا يكشفها, ليضرب مثلا في جوزيف جوبلز رفيق أدولف هتلر وصاحب شعار شهير ''اكذب حتى يصدقك الناس'' كما كان صاحب الكذب الممنهج والمبرمج، ليؤكد مخاوفه من هذه النوعية من الإعلاميين يعدون من أخطر الناس الذين وضعوا الإعلام الحديث ويفتخرون بتضليله الإعلامي، فمن الخطورة أن يتحول الإعلامي إلى أداة تضليل بدل أن يكون إعلاميا يصبح مجرما يمارس التضليل ليقبض الثمن.
وعاد ليؤكد خلال المداخلات أن البرنامج الناحج الذي يصل إلى مجالس الناس ويتناول القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لا بد له من صنع حاله من الحراك الذي يبدأ من الأستديو لتنقل إلى المجالس, وألا يفرض قناعاته على الناس بصنع حاله من الحراك الأدبي والثقافي.
وتفاءل المديفر بواقع ''توتير''، الذي اعتبره فرصة فمن خلال حرية تويتر، إحدى أدوات ''الإعلام الحديث'' يمكن أن يمارس دورا رقابيا على الإعلام التقليدي والضغط عليه ليغير اتجاهه وطموحاته. فالحراك الجماهيري العادي يستطيع تقييمه ونقده عبر الإعلام الجديد السلطة الخامسة، ليصبح رغم ما فيه من تجاوزات أداة صحية للسعوديين.
كما امتدح الإعلام الرياضي، الذي كان له الفضل على بقية التخصصات الإعلامية الأخرى, قائلا ''ما يطرح من حرية في الإعلام الرياضي سبق جميع المجالات الأخرى''، فسابقا لم يكن هنالك إعلام سعودي كنا مستهلكين, الآن بات يتحدث عن القضايا، وهنالك الرقيب والحسيب في ''توتير'' الذي يمكن أن يكون منصة قوية لمحاكمة ومقاضاة الإعلام التقليدي والمسؤولين، وأي حالة سلبية يمكن أن تظهر على سطح المجتمع السعودي. فقضايا الرأي العام تشغل الحكوميين من خلال تغريدات تويتر.