لا نافذة ولا عصفور
زمان كان الموظفون داخل المكاتب يقضون كثيرا من الوقت ينظرون عبر نوافذ حجرات المكاتب في انتظار انتهاء يوم العمل، أما في وقتنا الحالي فلم يعد ذلك قائماً، ليس بسبب حماس الموظفين للعمل الذي ينسيهم إدراك انتهاء ساعات العمل .. وإنما لأن معظم المكاتب ليست لها نوافذ يحدقون عبرها إلى الفضاء الواسع، وذلك وفقاً لدراسة نشرت أخيرا في "بريطانيا".
يبدو أن ما يعرف بظاهرة مرض المكاتب التي أصبحت مغلقة ومكيفة ومضاءة بمصابيح الكهرباء ولا تعرف الضوء الطبيعي، ولا تمكن الموظفين من أن يروا العالم الخارجي قد بدأت تنتشر في جميع أنحاء العالم.
قال 44 في المائة من الموظفين الذين قامت الدراسة باستطلاع آرائهم إن مكاتبهم تخلو من أية نافذة. وقال ثلثهم إن مديريهم لم يقوموا بتزويدهم بأية مقتنيات من نباتات زينة أو زهور أو ورد. وقال أكثر من النصف إنهم يشعرون بالإجهاد في نهاية يوم العمل. وارتفع هذا الرقم إلى الثلثين بالنسبة لمن تراوح أعمارهم بين الـ 35 والـ 44.
وحتى الشباب الذين تراوح أعمارهم بين الـ 15 والـ 24، والمفترض أن يكونوا من المتفائلين، فإنهم يشعرون بالإحباط من جراء ضغوط العمل، وربط الكثيرون منهم بين الشعور بالاكتئاب وبين الظروف "غير الطبيعية" في محيط العمل.
قال ثلث الذين شملهم الاستطلاع إنهم لا يتنفسون هواء طبيعيا وقال خمس الموظفين الذين تراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما إنهم لم يسمعوا عصفورا يغرد في مكان العمل. واعترف 60 في المائة منهم بأنهم لم يقضوا أي وقت من العمل خارج المكاتب المغلقة.
في الوقت الذي تقوم فيه بعض الشركات بخفض النفقات من خلال توفير الأجواء الصناعية بالمكاتب إلا أن الدراسة تذهب إلى أنه من الحكمة لأصحاب العمل تجاهل الأدلة على أن وجود نافذة تمكن الموظف من النظر إلى العالم الخارجي يسهم في تحسين القدرات الذهنية بل يؤدي إلى سرعة شفاء المرضى في المستشفيات.
إن المكاتب المكيفة ذات التدفئة المركزية التي تمنع الهواء الطبيعي يعود إليها السبب في الإصابة بأعراض مرض المباني الذي يؤدي إلى إصابة الموظفين بعدوى الأمراض المختلفة بين الحين والآخر.