رسام إنجليزي يحتل شوارع نيويورك 30 يوما

رسام إنجليزي يحتل شوارع نيويورك 30 يوما

يحتل رسام الغرافيتي الشهير بانكسي طوال تشرين الأول (أكتوبر) شوارع نيويورك في مشهد غير مسبوق يجعل محبي فن الشارع ''ستريت آرت'' يجوبون أرجاء المدينة.
ووعد الفنان الإنجليزي، الذي لا يعرف أحد بالتأكيد هويته الحقيقية، بالكشف عن عمل جديد يوميا في مكان ما من المدينة الأمريكية. رسوماته الموهوبة المعروفة بطابعها الساخر ومغزاها السياسي جعلت منه رساما شهيرا. وقد أخذت بعض هذه الرسوم عن الجدران، التي رسمت عليها وبيعت في مزادات على بعد آلاف الكيلومترات من مكان إنجازها بمئات آلاف الدولارات. لكن العرض النيويوركي وهو بعنوان ''بيتر آوت ذن إن'' (أفضل في الخارج منه في الداخل)، مجاني ومفتوح أمام الجميع شرط أن يصل الشخص إليه في الوقت المناسب.
وينجز بانكسي رسمه سرا ويعلن عنه لاحقا عبر الإنترنت، وينبغي عندها على محبي هذا الفن أن يهرعوا إلى المكان قبل أن يغطى الرسم بالطلاء أو أن يعمد فنانون منافسون إلى الرسم فوقه بعد ساعات قليلة على إنجازه. ويثير المشروع ضجة كبيرة عبر الإنترنت. رسمه الأول في إطار هذا العرض مثّل طفلا على ظهر طفل آخر يحاول التقاط بخاخ الطلاء الوارد على لوح حقيقي يؤكد أن الغرافيتي جريمة. وقد غطي الرسم بعد ذلك بطلاء أبيض.
وتوضح الممثلة ليزا روو- بيدو في حديث لها لوكالة الأنباء الفرنسية التي أتت لرؤية الأعمال الثلاثة الأولى لرسام الغرافيتي ''أن الأمر يثير الفضول أنها بمنزلة عملية مطاردة''. وهي تريد رؤية كل الرسوم بحلول نهاية الشهر الحالي. ولهذا العرض النيويوركي حساب على إنستاجرام جذب في الأيام الثلاثة الأولى على إطلاقه نحو 30 ألف مشترك. وينشر موقع ''بانكسي. كوم'' أيضا الأعمال الجديدة فيما يوجه حساب بانكسي نيويورك رسائل مشفرة عبر تويتر. وتضيف الممثلة ''الأمر رائع فعلا بانكسي خلاق جدا. العملية تفاعلية وهو يقول أشياء جميلة''. الخميس الماضي كان رسمه يمثل كلبا أسود يتبول على مخرج مياه لفرق الإطفاء مع عبارات ''أنت تكملني'' وقد جذب الكثير من الأشخاص من مراهقين وفنانين ومهنيين تهافتوا لالتقاط صور له. وقد التقطت صور لأشخاص وهم يداعبون رأس الكلب في الرسم. ويرى كين براون صاحب مدونة عن فنون الشارع ''بما أنه معروف جدا فإن العملية ستنجح إلى أبعد الحدود في نيويورك''.
ويضيف ''أنا معجب به منذ فترة طويلة، اعتبر أنه موهبة نادرة جدا'' معربا عن خيبة أمله الكبيرة، لأنه فوّت عليه العمل الأول على أحد جدرن تشايناتاون الحي الصيني في المدينة. ويوضح ''أنه يمتع بحس الدعابة ويمرر الكثير من الرسائل عبر عمله''. ويمكن لمحبي بانكسي أن يحصلوا عبر رقم هاتف مجاني مكتوب على الأرض على تعليق مسجل متوافر أيضا على موقع الفنان الإلكتروني.
ويقول المعلق في التسجيل، بلهجة أمريكية ''هل تشاهدون أحد أهم التحف الفنية في القرن الحادي والعشرين؟ إذا كانت هذه هي الحال فأنتم في المكان غير المناسب، وينبغي أن تكونوا أمام رسم لكلب يتبول على مخرج مياه للإطفاء''.
ويقول الرسام البياني رونين وود (24 عاما) في حي تشيلسي ''منذ تخرجت من المدرسة الثانوية، وأنا أنتظر أن أرى رسما حقيقيا له''. وقد تمكن من ذلك على باب مرآب تحت جسر قديم لسكك الحديد، حيث أنجز بانكسي عمله الثاني. وكتب الفنان بالطلاء بأحرف سميكة ''هذه لهجتي النيويوركية. فعادة أكتب هكذا'' مستخدما أحرفا أصغر بكثير. ويقول رونين وود ''إن الأمر مضحك جدا'' مفسرا هذا الرسم على أنه تحد لهذا الحي، الذي يضم معارض فنية رائجة جدا.

الأكثر قراءة