القنوات المصرية .. تضخيم للأمور وافتعال المناقشات الساخنة

القنوات المصرية .. تضخيم للأمور وافتعال المناقشات الساخنة

تصر بعض القنوات الفضائية المصرية على المضي قدماً في مشوارها المثير للجدل والتعقيب على كل كبيرة وصغيرة وتضخيم الأمور وإعطائها أكبر من حجمها، فتارة تقدم لنا حديثا في السياسة وضيوفا تتفنن في افتعال المناقشات الساخنة للخروج بحلقة نارية وتارة تقدم لنا ما هو ترفيهي. ولكن هيهات فلابد وأن يكون مُطعما بالكثير من الحوارات والإعلانات وضيوف من أهل الفن والرياضة طالما أن الموضوع ترفيهي وهنا تتجنب القنوات أهل السياسة وما يأتون به من تصريحات مزعجة والدليل الاحتفال المَهيب بالمجسم الحقيقي لكأس العالم الذي حضر ليزور مصر مثلما فعلها في 89 دولة أخرى لم نشعر بالاحتفالات بها كما شعرنا به في مصر والتي أفردت له القنوات ساعات من البث الفضائي والمناقشات في هذا الحدث الذي لا يحتمل أي إطراءات وخصوصا بعد هزيمة المنتخب المصري أمام غانا والاحتمال الضعيف للتأهل لكأس العالم هذه ملاحظة من كثير تُظهر مدى ضعف العديد من الفضائيات المصرية التي يبحث أصحابها عن الربح السريع ،نعم هناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها وتدل على تقمص الشخصية الوطنية لفترات وتركها لفترات أخرى حسب الطلب والمناسبة. السؤال هنا لماذا عادت الفضائيات مرة أخرى لعرض الأعمال التركية على الرغم من أن السبب التي مُنعت لأجله مازال قائما وهو التدخل التركي في الشأن المصري أم أن هناك الكثير من الأعمال التي اشترتها تلك القنوات ووضعتها فترة في العلب بهدف التضامن مع الوطن لتعرضها فيما بعد أو بمعنى أوضح بعد نسيان الأمر من قبل المشاهدين الذين لا حول لهم ولا قوة فقط ذنبهم هو وقوعهم في أيدي رجال الأعمال أصحاب القنوات التي تتحكم كما تشاء في عقول المشاهد، لابد من وقفة من قبل المشاهد نفسه والبعد عن متابعة الأعمال التركية حتى لا يترك فرصة لأصحاب النفوذ الإعلامي أن يحددوا له توجهاتهم بعد اليوم مثلما فعلوها من قبل واستقدموا لنا الأعمال اللبنانية الخالصة التي أغرقت الفضائيات بشكل مهول متمثلة في برامج اكتشاف المواهب والتي باتت المحدد الرئيسي لحياة الكثير من الشباب الباحث عن الشهرة السريعة، فنجد قناة الحياة وبرنامج ''ذا وينر إذ'' وقناة سي بي سي وبرنامج ''ستار أكاديمي'' ثم قناة إم بي سي مصر وبرنامج ''آربز جوت تالنت'' ولكن الأمر هنا يختلف قليلا فالقناة هي منتجة البرنامج ولها مطلق الحرية في عرضه على إحدى القنوات في مجموعتها ولكن الهدف في النهاية واحد وهو العرض على فضائية مصرية تخاطب ملايين المتابعين أما قناة النهار التي دخلت السباق أخيرا وأعلنت عن عرضها لبرنامج ''الرقص مع النجوم'' والذي يعرض حاليا على إحدى القنوات اللبنانية لتصبح قناة النهار في ذيل القنوات التي استقدمت برامج من هذا النوع فعلى الأقل القنوات الأخرى عرضت برامجها في نفس الوقت الذي تعرضه القنوات اللبنانية ولكن الشغف للتقليد جعلها تأتي بأي محتوى وتقوم بعرضه حتى وإن لم يكن ملائما للعرض على شاشة مصرية متابعة عربيا وخليجيا وذلك من باب التواجد والدخول في هذا المعترك مما يجعلنا نقول إن هناك شبه مؤامرة من أصحاب تلك القنوات ''للبننة'' الفضائيات المصرية هذا لأننا لم نجد مثلا برامج خليجية تعرض على الشاشة المصرية الأمر الذي يجعلنا نتصور أن هناك خطة فنية الهدف منها هو تلاقي الفن والثقافات المختلفة ولكن الأمر هنا مختلف والهدف معروف، فلم تفكر تلك الفضائيات في المواطن البسيط المتابع لإحدى هذه القنوات واستفزازه عندما يجد القنوات الفضائية تأتي بمجسم كأس العالم لتعرضه على الشاشة مقابل الملايين وتأتي بالبرامج الفنية المليئة بجوانب عديدة مبهرة من ديكور وملابس وإضاءة وذلك كله نتيجة التكاليف الباهظة التي تُنفق عليها في المقابل يجد نفسه أسير البحث عن قوت يومه وسط متاهة الأقاويل والكلام عن الأزمات المالية في الوقت الذي يتأهب فيه رجال الأعمال والمال أصحاب القنوات للهث وراء برنامج أو مسلسل تركي، المهم في النهاية الغرض واحد عند الجميع والهدف واضح ومعروف فهنيئا لكم الدعاية والربح السريع.

الأكثر قراءة