وسائل الإعلام لن تستطيع الاستغناء عن وكالات الأنباء

وسائل الإعلام لن تستطيع 
الاستغناء عن وكالات الأنباء

استبعد الدكتور عبد الرحمن النامي الأستاذ في كلية الإعلام والاتصال في جامعة الإمام استغناء وسائل الإعلام عن وكالات الأنباء مستقبلاً، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن توافر عنصري الموثوقية والمصداقية سمة تتميز بها وكالات الأنباء، لكونها تعتبر مصدراً موثوقاً لوسائل الإعلام التي تنقل الأحداث عنها مباشرة، وقال: إن وكالات الأنباء تخفف الأعباء المالية على وسائل الإعلام الأخرى بتغطيتها شتى أنحاء العالم، وبفقدها تكون الوسائل الإعلامية قد فقدت العنصر الرئيس المزود لها بالأحداث.
وقال الدكتور النامي مستشار مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لـ ''الاقتصادية'': ''من وجهة نظري لا أعتقد أن وسائل الإعلام تستطيع الاستغناء عن وكالات الأنباء في الوقت القريب، على الرغم من سهولة الحصول على المعلومة والتقدم التقني، وذلك لأسباب عدة أبرزها أن وكالات الأنباء تبقى ذات مصداقية وموثوقية بالنسبة لوسائل الإعلام وللجمهور المتلقي، ولديها شبكة مراسلين موزعين في شتى أنحاء العالم، وهذا يضفي على موادها الإعلامية مصداقية أكبر لدى الجمهور المستفيد من خدماتها، ما جعلها تتبوأ مكانة ذات مصداقية كبرى لدى الجمهور''.
وأكد أستاذ الإعلام والاتصال أن وسائل الإعلام تثق بما تبثه وكالات الأنباء ثقة ليست مطلقة لوجود قيود تحول دون ذلك، إلا أنها تبقى ما بقيت وسائل الإعلام، موضحاً في ذات السياق أن وكالات الأنباء تسعى للمحافظة على جمهورها الذي يعد رأسمالا لها بالدرجة الأولى، إضافة إلى كونها تقوم ببيع موادها الإعلامية على مختلف وسائل الإعلام.
وأضاف ''حين تقوم وسائل الإعلام الجديدة بزج كثير من الأخبار للأحداث والشخصيات، إلا أنها تبقى مجرد آراء أو فبركات يصنعها أناس ليسوا مسؤولين عما يقولون، لكونهم لا يدركون مدى تأثير هذه الرسائل، لذلك لا يمكن لوسائل الإعلام الإلكترونية أسوة بالتقليدية أن تستغني بأي حال من الأحوال عن وكالات الأنباء''. يذكر أنه منذ أن انطلقت أولى وكالات الأنباء في العالم عام 1852، أدت هذه الوسيلة الإعلامية دوراً مهماً في نقل الأخبار وتبادلها، وفرضت نفسها بقوة على شتى أنحاء العالم، وقدمت خدمات عدة للمشتركين فيها، والمتابعين لموادها الخبرية ومنتجاتها المختلفة، وأسهمت في تعزيز نفوذ الدول القوية وفي التأثير على الرأي العام العالمي، وتوجيهه وجهات تتناسب مع سياساتها، وأهداف القائمين عليها والممولين لها.
وتطورت هذه الوكالات بمرور الزمن، وعززت من دورها وانتشارها، لتبقى الوسيلة الإعلامية الأولى في العالم من حيث التأثير والفعالية، والتوجيه والانتشار، مع انخفاض ملحوظ في العقدين الأخيرين لانتشار الفضائيات في معظم مناطق العالم، وازدياد التنافس بينها للظفر بأكبر شريحة ممكنة من المتابعين والمشتركين. وقد ظهرت وكالات الأنباء في العالم نتيجة لأمور عدة، أهمها الحاجة الملحة - في ذلك الوقت - إلى هيئات ومؤسسات إعلامية ضخمة تمتلك إمكانات مادية كبيرة، وأجهزة تقنية فائقة السرعة في البث والوصول إلى معظم أنحاء العالم، وعدد كبير من الفنيين والمحررين، حيث يمكنها تحقيق تغطية خبرية للأحداث الواقعة في شتى أنحاء العالم - أو معظمه على أقل تقدير - ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة، وتزويد المشتركين في خدماتها ومنتجاتها بالأخبار العادية والعاجلة، مع تطورها بمرور الزمن، لتكون تلك الخدمات والمنتجات مرفقة بالصور الخبرية أو التلفزيونية وملحقات أخرى.

الأكثر قراءة