المراسل الميداني .. رصاصة طائشة تقتله .. ورنة هاتف تُودعه قفص الاتهام

المراسل الميداني .. رصاصة طائشة تقتله .. ورنة هاتف تُودعه قفص الاتهام

تعتمد القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية خلال الفترة الأخيرة مع الازدهار والطفرة السريعة على برامج التوك شو سواء السياسية أو الفنية من أجل الحصول على امتياز السبق، وأصبح واضحا أن التألق والتفرد يعدان مهمين لمعدي ومنفذي هذه البرامج لتقديم الجديد بهدف جذب الجمهور للبرنامج وللقناة الراغبة في حصة لا بأس بها من الدعاية والإعلان.
والمتتبع لتلك الفضائيات سيجد الكثير من التقارير الإخبارية المصورة التي يُعتمد عليها بشكل أساسي، ومن قلب الحدث ليُطلع المشاهد على كل جديد، وهنا يأتي دور المراسل الذي يحمل على كاهله مهمة صعبة في بعض الأحيان، والأجدر أنه يواجه الكثير من المخاطر للفوز بتقرير على قدر الحدث مهما كان بسيطاً وكم سمعنا مراراً عن مشكلات ومشادات كلامية بين المراسل والموجودين معه في المكان الذي يؤدي فيه مهمته، والأمثلة كثيرة خاصة في الأسواق الشعبية والتجمعات السكانية ولا سِيما لو كان التحقيق عن زيادة الأسعار والأشياء المتعلقة بالمشكلات التي تشهدها الكثير من البلدان العربية، وكلها توابع أعقبت ثورات الربيع العربي، ولكننا على الصعيد الآخر نجد ما هو أخطر من المشادات وتلك الحوارات البسيطة التي يمكن حلها بتدخل بعض العقلاء؛ فنجد مراسلين في قلب الحدث يخاطرون ويحاولون بطرق جدية الظفر بتقرير إعلامي يدخلهم موسوعة الأبطال، وهناك الكثير من تلك الأسماء ممن تعرضوا للضرب المبرح وآخرون تعرضوا للحبس وغيرهم الكثير تعرضوا للخطف الذي يسبق القتل في الغالب، هكذا يعيش المراسلون وهم يجاهدون جهادا من نوع آخر جهاد الاستحواذ على الخبر وجعله حصريا للقناة التي يعملون بها، ويكفي المراسل كلمة شكر وتنتهي مهمته ليبدأ مهمة أخرى، في الوقت الذي نجد القناة وبكل بساطة تضع ''اللوجو'' الخاص بها على التقرير لتتربح منه بعد توزيعه على الفضائيات الأخرى، وليس معنى ذلك أن المراسل لم يأخذ حقه، بل على العكس هو يعلم داخلياً أن كلمة الشكر تكفيه وهي حقه المعنوي، فالكثير منهم يؤدون تلك المهمة عن حب والكثير أيضا لا يعتبرونها مهنة للتربح؛ لأن العائد منها بسيط ومع وجود العديد من المراسلين لتزويد فريق الإعداد والمذيعة بالتقارير المباشرة يجعل الفرصة للتربح معدومة باستثناء القدامى منهم والشاهدين على البدايات، فهؤلاء فقط تتهافت عليهم البرامج والقنوات؛ لذلك نجد معظم المبتدئين يستميتون في عملهم لكي يثبتوا أنفسهم وليكونوا دائما محط إعجاب من حولهم في محاولة لأن يَجتازوا الخطر وينالوا الخبر، وكلنا نتذكر الموقف الذي عاشه مراسل القناة الإخبارية السعودية منذ فترة سامي الشيباني وكاد يفقده حياته أثناء متابعته لمهمات دوريات حرس الحدود على الحدود اليمنية، حيث انطلقت نحوه رصاصة بالخطأ خلال مطاردة للمهربين ومع تعجب الكثيرين من موقفه الذي كاد يفقده حياته نجد على النقيض من يتفاخرون بمِثله، بل ويعتبرونهم من الأبطال لأنهم اختاروا تنفيذ عملهم وهم محاطون بالمخاطر، ومن يرجع بذاكرته قليلا في فترة اعتصام رابعة العدوية من قبل جماعة الإخوان سيتذكر حتما حادثة سرقة عربات البث الخاصة بالتلفزيون المصري من قبل المتظاهرين واحتجاز المراسل محمد عبد الصبور الذي بدوره حاول الوصول للعديد من البرامج عن طريق الهاتف الجوال من أجل توصيل أي معلومة تساعده على الخروج من هذا المأزق، وفي الوقت نفسه لم ينس مهمته الأصلية وهي الخبر اليقين بإعطاء بعض القنوات معلومات عما يحدث داخل الاعتصام، وأخيرا وبعد الإعلان عن بدء محاكمة الكثير من رموز نظام الإخوان وجدنا المراسلين يوجدون منذ الصباح أمام المكان المخصص لنشاهد الشاشة على الهواء مباشرة وبها العديد من حالات التحرش ومن أكثر الحالات التي لفتت الأنظار كانت مراسلة تلفزيون الحياة سارة حسين التي تعرضت للتحرش من قبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي أثناء الإدلاء بحديث للقناة وموافاتها بآخر أخبار المحاكمة من موقع الحدث في التجمع الخامس ما جعل الأمن يتدخل وينقذ الفتاة ومع تعدد الأحداث وكثرتها نجد الكثير من الانتهاكات التي يتعرض لها المراسل.

الأكثر قراءة