إذاعات «إف إم» .. توسعت جغرافيا في نشر ثقافة الاستماع عبر الأثير ونافست القدامى
حلل عدد من المختصين في مجال الحقل الإعلامي السلبيات والإيجابيات والمكتسبات والنجاحات التي حققتها ''إذاعات إف إم'' التي تعمل في الأثير السعودي وأخذت مساحات جغرافية كبيرة على مستوى مناطق السعودية وسمعت على آذان مستمعين مختلفين وشرائح متعددة من فئات المجتمع السعودي، وذلك بعد مرور نحو أكثر من عام ونصف العام على إطلاق هذه المحطات الجديدة في المملكة،
ورأى المشاركون في استطلاع ''الاقتصادية'' عن هذا الموضوع أن هذه الإذاعات على الرغم من حجم برامجها المحدود أسهمت في تقديم مواد إعلامية متميزة لمستمعي ومحبي المحطات الإذاعية، وصنعت نوعا من المنافسة في هذا المجال بجانب المحطات الإذاعية القديمة العاملة في السعودية، مشيرين إلى أن هذه المحطات التي تعمل على الشبكة المحلية وأحدثت تغيراً في سلوكيات المستخدم والمستمع ناتجاً عن التنوع وتعدد موجات البث الإذاعي المرخصة أخيرا في المملكة. ووصفناها بأنها تعمل بمهنية إعلامية تراعي فيه تنوع المحتوى الإذاعي بما يتلاءم مع الشرائح الاجتماعية ومتوسط أعمار المستمعين، وبناء شبكة برامج مرنة تلبي رغبات المستمعين.
وهنا يعلق الدكتور رياض نجم المساعد للشؤون الهندسية رئيس لجنة دراسة منح التراخيص قائلا إن وزارة الثقافة والإعلام فتحت المجال لمنح رخص للبث الإذاعي إدراكاً منها لأهمية مشاركة القطاع الخاص في مجال البث الإذاعي في المملكة، مشيراً إلى قيام وزارة الثقافة والإعلام بدراسة أفضل الوسائل للسماح للقطاع الخاص بتوفير برامج إذاعية متعددة في المملكة وعدم الاقتصار على إذاعة خاصة واحدة، ما يوفر للمستمع خيارات متنوعة من الإذاعات الحكومية والخاصة. تأتي هذه التساؤلات لمعرفة مدى نجاح هذه التجربة الإعلامية التي تحث الخطى لتدخل في عامها الثاني منذ بدء تدشينها من قبل وزارة الثقافة والإعلام التي استعانت قبل منح التراخيص الخاصة بإطلاق الإذاعات على موجات ''إف إم'' ببيت خبرة متخصص ودرست تجارب دول أخرى عربية وإسلامية وعالمية بإضافة إلى دراسة وضع السوق السعودية من حيث تفضيل المستمعين للبرامج وحجم الإعلان فيه والعدد الأمثل من القنوات الإذاعية. وكانت الوزارة قد أعلنت من قبل أنها استعانت بشركة استشارية متخصصة لدراسة سوق البث الإذاعي في المملكة، وقد اتضح أن العدد الأمثل للتراخيص على مستوى المملكة في المرحلة الحالية هو خمسة تراخيص وإذا زادت عن هذا العدد ستواجه بعض الجهات الحاصلة على التراخيص بعض الصعوبات المالية، وخلال السنوات الثلاث المقبلة ستدرس منح تراخيص أكثر على نطاق المنطقة والمدينة.
وكان مدير إذاعة ألف ألف FM حاتم حامد مؤمنة قد كشف أن 60 في المائة من المستمعين للراديو في السيارة و70 في المائة من المستمعين من الرجال. وقال في منتدى الرياض للبث الإعلامي الذي عقد أخيرا في العاصمة السعودية الرياض: إن العمل جار على تجاوز التحديات لوصول الشبكات الإذاعية لجميع مستمعي المملكة.
وأوضح في ورقة العمل التي طرحها في المنتدى بعنوان ''التأكد من أن مذيعي الراديو قادرون على جذب جمهور واسع من المستمعين''، وأن إجازة نهاية الأسبوع وقت غير مفضل مقارنة بوسطه. حيث برهنت دراسات استفتائية على زيادة نسبة المستمعين وسط أيام الأسبوع لـ 30 في المائة. وأشار إلى حداثة التجربة الإذاعية في المملكة التي منحت الرخصة في بداية 2011، مبينا ضرورة تزامن ذلك مع تطوير المحتوى. ودلت الدراسة ذاتها على بروز أربع ذروات استماعية هي الفترة الصباحية وبعد الظهر والعصر والفترة المسائية. وقال مؤمنة ''حرصنا على تنوع المحتوى الإذاعي بما يتلاءم مع متوسط أعمار المستمعين، وبناء شبكة برامج مرنة تلبي رغبات المستمعين. وفيما يرى إعلاميون أهمية إطلاق تلك الإذاعات، ومنح رخص البث الإذاعي على موجات FM في المملكة، التي تعايش حراكا ثقافيا واجتماعيا وإعلاميا حافلا ومتنوعا وكبيراً، كما يذهب البعض إلى ثمة جدوى من العامل التجاري، نظرا للمكانة الاقتصادية الضخمة للمملكة، بما تحتاج إليه الشركات والمنتجون إلى منافذ إعلانيّة مختلفة، على الرغم من سيطرة الصحف على هذا الشق، إلا أن وجود تلك الإذاعات سوف يساعد على تنشيط هذا القطاع، إضافة إلى أن العمل الإذاعي لا يحتاج إلى استثمارات ضخمة.
وكان مجلس الشورى السعودي قد طالب خلال جلسته، التي عقدها في الأحد الموافق 28 شعبان من العام الهجري الماضي برئاسة نائب رئيس المجلس الدكتور محمد بن أمين الجفري، وزارة الثقافة والإعلام بإعادة النظر في المحتوى الإعلامي والثقافي لإذاعات FM الخاصة، وإلزامها بتقديم خطة برامجية ربع سنوية لا تقل فيها نسبة البرامج الثقافية وبرامج المسؤولية الاجتماعية عن 50 في المائة من محتواها. وجاء ذلك بعد أن استمع لوجهة نظر لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه التقرير السنوي لوزارة الثقافة والإعلام للعام المالي. 1431/1432هـ. ومن جهته أوضح الإعلامي ''محمد بن أحمد العسيري'' -مدير إدارة البرامج الوثائقية في القناة الثقافية السعودية: ''الإذاعات الخاصة قدمت خلال الفترة الماضية هويتها العامة لما تريد أن تكون عليها، فمنها ما اتجهت للرياضة وأخرى للفن وأخرى منوعة بإيقاع سريع، وهذا ما أجد أن له متابعين كثيرين، وزاد بقوله: ''لقد وجدت في مضامين مواد وبرامج إذاعة ألف ألف إف إم -على سبيل المثال- من تنوع برامجي وأصوات جاذبة ومواضيع تهم الشباب الذين يمثلون النسبة الأكبر من مواطني المملكة مادة إعلامية جيدة وموجهة وإن تلمس اهتمامات الشرائح المتعددة هي السبيل إلى النجاح المنشود'' واختتم العسيري حديثه بالقول: بالمجمل لو خرجنا بقليل يقدم الجميل فهو مكسب ومع بداية 2014 ستبقى الإذاعات الجيدة وتختفي غيرها، لعدم قبول المستمع الذي بات أكثر نضجا لما يطرح وما يقدم من أعمال''. أما المخرج والفنان جميل أحمد القحطاني فيقول: ''بكل تأكيد هناك نجاح يسجل لها، وذلك بالنظر لاستحواذها على نسب متابعة واستماع لا بأس بها، بل وهناك مستمعون أصبحوا مستمرين بمشاركاتهم طوال العام كما أن برامجها قد تنوعت وجاءت بشكل مميز''.