من ميسون زايد؟
ميسون زايد.. من هي؟ ولماذا هي هنا؟
ليس لأنها تقف على خشبة المسرح وتُضحك الآلاف، وليس لأنها امرأة فلسطينية مسلمة نجحت في الغرب ودافعت عن قضية شعبها، وليس لوقوفها أمام أشهر الممثلين ومشيها معهم على السجادة الحمراء!
هي هنا لأنها تحدت نفسها وتغلبت على إعاقتها وداست على جراحها ولم تستسلم لظروفها.. مارست فنًا من أصعب الفنون وواجهت الجمهور بجسد مرتعش طوال الوقت، تمارس كوميديا الموقف أو الوقف وهي لا تستطيع الوقوف. لقد ساندها أبوان لم يستسلما لإعاقتها ويعاملاها كطفلة مسكينة مختلفة عن بقية إخوتها الأصحاء، بل كانوا يعاملونها مثلهم، فهي يجب أن تشارك في أعمال المنزل وتتعلم في مدرسة عادية وتتفوق أيضا. ليس مسموحا لها أن تتوقف عند إعاقتها، فرغم تأكيد الأطباء لهم أنها معوقة ولن تستطيع حتى المشي لإصابتها بشلل في الدماغ ناتج عن خطأ طبي أثناء ولادتها، لم يحيطاها بحنان عقيم يمنع عنها نسمة الهواء الباردة بل وقفا بها في وجه الريح، لقد جعل أبوها من قدميه مسندا لقدميها وخطا بها خطواتها الأولى تجاه النجاح وعمرها خمس سنوات. كان يقول لها ليس هناك حلم مستحيل وكان شعاره تستطيعين أن تستطيعي! تعلمت منه المشي وتعلمت أن تتغلب على أكثر من 90 علة تعانيها؛ أقلها سخرية الناس منها تقول لو أن هناك أولمبياد للقهر لفزت بالميدالية الذهبية.
ورغم أنها درست التمثيل والمسرح ونجحت بتفوق إلا أنه لم يسند لها دور حتى دور المعوقين لعدة أسباب منها أصولها وديانتها وإعاقتها! لذا كانت تقوم بإيصال الممثلين من نيويورك إلى أماكن العرض في نيوجرسي مسقط رأسها، تقول: لا أستطيع نسيان وجه أول ممثل أوصلته حين علم أن من تقله بسيارتها وتقود بهذه السرعة فتاة مصابة بشلل في الدماغ!
وحين دعاها كيث أوبيرمان إلى برنامجه العد العكسي لم تكتمل فرحتها فقد أجلسوها على كرسي دوار وبعجلات ولم تستمع مديرة المسرح لطلبها تغييره، فهي تعلم أن رعشتها ستتسبب في دوران الكرسي بها، لذا ظلت تمسك بالطاولة طوال وقت بث البرنامج المباشر!
وبعد انتهاء اللقاء عبرت عن غضبها وكانت تعتقد أنها النهاية ولم تعلم أنها ستكون شريكة دائمة لمقدمه ويوضع لها كرسي ثابت! لقد أسست عام 2008 مؤسسة ميسون الخيرية لأطفال فلسطين، تقدم لهم فيها ما قدمه لها والداها، وتهدي الى ذكرى والدها هذه الجملة "لقد استطعت أن أستطيع"، وكلنا نستطيع!