حسين عبد الغني إصرار وتحدٍّ
"أبو عمر" كنية اللاعب المميز الكبير سنا وأداءً، حسين عمر عبد الغني السليماني، في البداية هو اللاعب الذي يلعب في مركز الهجوم، وكان هداف ناشئي النادي الأهلي، ولكن رؤية المدرب في ذلك الحين لناشئي الأهلي "أمين دابو" حوّلت حسين للعب في مركز الظهير الأيسر.
هو في النادي الأهلي يعتبر امتدادا للاعب المميز إبراهيم مريكي- يرحمه الله- ثم الجميل، والخلوق محمد عبد الجواد مرورا بالمتألق يوسف عنبر، وأتذكر قول أحد الأصدقاء الأعزاء والمعروف بأهلاويته الشديدة والمتابعة بشغف، حيث ذكر لي أنه بعد هذه الأسماء الفعالة التي لها الأفضلية على مستوى الظهير الأيسر خاصة محمد عبد الجواد لم يكن من المتوقع أن يأتي في النادي الأهلي من يقدم نفسه مثل الظهير الطائر "لقب محمد عبد الجواد"، ولكن ظهر فتى ذهبي متوقد الحماس قوي العزيمة جاد الملامح قيادي الشخصية اسمه حسين عبد الغني لعب في الظهير الأيسر وأصبح النموذج الذي يبحث عنه كل مدرب للنادي الأهلي وللمنتخب السعودي، ونظرا لتميزه في اللعب فإن عددا من المدربين الكبار في عالم كرة القدم استعانوا به في عدد من المراكز والمثال كان المدرب العالمي كارلوس ألبيرتو بيريرا في كأس آسيا 1996 في الإمارات، حسين عندما كان له من العمر 19 عاما فقط كان أساسياً في تشكيلة تضم الأسطورة ماجد عبد الله، الفنان يوسف الثنيان، الموسيقار فهد الهريفي، وبالطبع نجوم المنتخب السعودي في ذلك الزمن.
ومثال آخر مدرب المنتخب الأولمبي السعودي البرازيلي إيفو في المباراة الحاسمة للتأهل لأولمبياد أتلانتا عام 1996 أمام المنتخب العراقي يلعب في الظهير الأيسر بخالد الرشيد ويقدم حسين عبد الغني من الظهير الأيسر للعب في قلب الهجوم لتأتي تلك الكرة التي لا أنساها أبداً ومن عرضية الرشيد للمهاجم حسين عبد الغني الذي وضع الكرة بإتقان رائع في الشباك العراقية هدفا ذهبيا أهّل المنتخب السعودي للأولمبياد في أتلانتا 1996.
وكان مدرب المنتخب السعودي البرتغالي بيسيرو يستعين بحسين عبد الغني في مركز المحور ولا ننسى مباراة السعودية والإمارات في تصفيات كأس العالم 2010 حين تقدم منتخب الإمارات بهدفين نظيفين ليقوم بيسيرو بإدخال حسين عبد الغني في منطقة المحور ليتغير الأداء ويستبسل اللاعبون بقيادة حسين ليقلبوا النتيجة لانتصار وبثلاثة أهداف لهدفين. والأمثلة كثيرة للمدربين الذين يعرفون ويقدرون مجهود وخبرة ونجومية حسين عبد الغني، كان مصدر عشق وإلهام لمحبي النادي الأهلي الذين استبشروا باحترافه في فريق نيوشاتل السويسري، ولكن كانت أكبر الصدمات عودته من الاحتراف للسعودية ليس لجدة ولكن للرياض، وبالتحديد في نادي النصر الذي كان فيه القائد والخبير والأخ الأكبر للاعبين بما يمتلكه من مقدرة كبيرة على جمع اللاعبين حوله وربطهم بحب عجيب يتوجه بموهبة القيادة. كانت الصدمة وما زالت عند جمهور النادي الأهلي برحيل حسين عبد الغني عن ناديهم، ولكنهم ارتبطوا به حتى وهو يلعب أمامهم مع فريق آخر، بل أصبح عدد منهم يشجع النصر بقوة بعد الأهلي من أجل متابعة حسين عبد الغني، ومن الناحية الأخرى أصبح كل المعارضين لقدوم لاعب كبير في السن ويعاني عملية الرباط فخورين بحسين وشغوفين به وبتألقه.
قال لي أحد أصدقائي الأهلاويين إن حسرة ذهاب حسين من الأهلي أكثر من أي لاعب آخر ممن تألقوا في الأهلي وانتهوا في الفرق الأخرى التي رحلوا لها.
حماس حسين واندفاعه وغيرته على ناديه وحبه للكرة أوقعته في عدد من المواقف غير المحببة، ولكن من هذه المواقف التي يكون فيها حسين على حق وظُلم فيها بشكل كبير. "فيفا" أنصفت حسين عبد الغني، فهو أفضل لاعب في المنتخب السعودي من اللاعبين الذين شاركوا في كأس العالم 1998، 2002، 2006، وصول حسين- ما شاء الله لا قوة إلا بالله- إلى سن 37 وهو بهذا الأداء والمحافظة على معدل اللياقة ودقة كراته العرضية الطولية التي لا يجيدها غيره في الملاعب السعودية تجعل منه لاعباً فذاً وأسطورة حقيقية واسما للاستمرار بذكره بالمستوى الممتاز والقلب الأبيض الذي عرف به. رفع قائد نادي النصر حسين عبد الغني كأس ولي العهد للمرة الرابعة في تاريخية يوم السبت الماضي من يد راعي اللقاء ومن باسمه هذه الكأس الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في فرحة الحضور بتشريف الأمير للقاء وفرحة النصراويين بعهد جديد مع البطولات لفريقهم الذي يقوده المميز والجميل ورمز التحدي والإصرار في ملاعبنا السعودية حسين عمر عبد الغني، نهايةً مبروك للنصر كأس ولي العهد ومبروك للنصر قائدهم حسين عبد الغني.