فيتور بيريرا وياسر القحطاني

البرتغالي فيتور بيريرا ليس فقط حديث الأوساط الرياضية المحلية الأهلاوية، بل هو حديث الأوساط الرياضية البرتغالية دائماً وفي كل أحواله مع الأهلي قبل وبعد وصوله إلى المملكة مدربا لأحد الأندية السعودية الأكثر جماهيرية وشعبية.
في البداية، التعاقد معه حصل على اهتمام إعلامي أوروبي كبير؛ لأنه مع فريقه البرتغالي بورتو حقق الدوري مرتين متتاليتين، وكان من أكبر المرشحين لتولي تدريب الفريق الإنجليزي العريق (إيفرتون) الذي تعاقد مدربه ديفيد مويز مع مانشستر يونايتد.
ولكن المدرب البرتغالي الذي أصبح يحاكي شهرة جوزيه مورينهو وفيلاش بواش قبل مشروع النادي الأهلي السعودي، وحضر لمدينة جدة وبدَّل وغيَّر واستبدل الكثير، وقاد الشخصية الأهلاوية ليس فقط للفريق ولكن للاستقلالية في التكتيك الذي لا يعتمد على نجم واحد في الفريق، بل يعتمد على عناصر كاملة تؤدي أدوارا متعددة، وهي كرة القدم الحديثة التي تطوع المهارة لصالح الفريق ككل، ولكن المهم هو الفكر أولا وثانيا وثالثاً وأخيرا.
ذهب بيريرا للبرتغال في الأسبوع الماضي في إجازة قصيرة، فتحدثت الأوساط الرياضية البرتغالية عن عودته لقيادة بورتو الذي أصبح في المركز التاسع هذا الموسم بعد أن كان بطل الدوري الموسم الماضي، والرد جاء واضحا من بيريرا أنه مرتاح في جدة مع الأهلي، وما زال عقده ساريا لمواسم ثلاثة قادمة.
هذا المدرب فَهَمَ المجتمع الرياضي السعودي، ووضع حاجزا كبيرا لمن لا يريد أن يتعامل معه أو مع النادي باحترام وتقدير، ووجد بيريرا دعما من الإدارة الأهلاوية ومن معظم الأهلاوية، وتظل النتائج هي الفيصل في القادم من الأيام.
انتهى كلامي عن فيتور بيريرا لأصل للشطر الثاني من عنوان مقالتي، وهو ياسر القحطاني، وأعود هنا إلى بداية نجوميته كهداف ولاعب موهوب، وذلك مع فريق القادسية موسم 2002 - 2003؛ حيث سنحت لي الفرصة للحديث معه خلال دورة كأس الخليج التي أقيمت في الكويت، وكان ياسر متألقا فيها ليحصل على لقب الهداف، وتحقق السعودية لقب البطولة، وكانت نظرتي له في ذلك الوقت أنه شاب مثقف وعاقل، يعرف ماذا يريد، وفي وقت تألقه وبروزه وقتها كانت المفاوضات مع القادسية من الأهلي والاتحاد، وبعدها تواجد الهلال ليحصل على خدمات اللاعب الفذ ياسر القحطاني الذي من وقتها وهو الأهم والأميز مع الهلال غاب أو حضر، ويأتي وجوده مميزا مثل هدفه في التعاون الذي يشبه هدفه في مرمى تونس في كأس العالم 2006، الذي كنت محظوظا أن أكون معلقاً على كلا الهدفين، ووجوده في مباراة النصر وتسجيله هدفين دليل على معدن أصيل ونجومية كبيرة، وتظل موافقته الجميلة مع زملائه وحتى مع ناديه السابق مثالا يحتذى به، وحديثه عن تمسكه بالهلال وبقائه فيه مهم، ويوصلني إلى المغزى الحقيقي من كتابتي عن بيريرا وياسر، وهو حفظ الجميل والعهد مهما كان الثمن، والإبقاء على المعروف هو الأساس في تعامل البشر.
الهلال وثق بياسر وقدمه للجمهور الهلالي الكبير، وياسر يرد الجميل بالتميز والبقاء في الهلال والولاء له كما وثق النادي الأهلي بفكر المدرب بيريرا، والتزم بيريرا بعمله وعقده وحتى بعصبيته في سبيل فريقه والدفاع عنه.
الأمثلة عن الوفاء كثيرة وفي مختلف المجالات، وهي نصيحة بالمثل العامي (لا تعض اليد التي امتدت لك)، والوفاء استمرار وليس نهاية، وحفظ الجميل من شيم الكرام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي