الأسهم السعودية .. توقعات جني الأرباح قائمة رغم تخطي 9800 نقطة

نجحت السوق المالية السعودية في الإغلاق فوق مستوى 9800 نقطة، لأول مرة منذ تداولات حزيران (يونيو) 2008م، ففي تداولات الأسبوع الماضي ارتفع مؤشر السوق المالية السعودية TASI بـ 20 نقطة على المستوى الأسبوعي، ويكسب 0.2 في المائة فقط ارتفاعاً في قيمته الأسبوعية بإغلاقه عند مستوى 9807 نقاط في نهاية التداولات الأسبوعية مقارنة بإغلاقه في الأسبوع السابق عند مستوى 9787 نقطة.
جاء ارتفاع مؤشر TASI بعد تحرك قطاعات المضاربة وتراجع القطاعات القيادية، فقد أغلقت في تداولات الأسبوع الماضي مؤشرات المصارف والبتروكيماويات والأسمنت والاتصالات على تراجع، ومعها مؤشرا قطاعات الإعلام والنقل.
أما القطاعات المرتفعة في تداولات الأسبوع الماضي فكان في مقدمتها قطاع الفنادق الذي ارتفع مؤشره بنسبة 8.2 في المائة ثم قطاعا التأمين والاستثمار الصناعي بنسبة 2.5 في المائة، ثم مؤشرا قطاعي التشييد والاستثمار الصناعي اللذان ارتفاعا بنسبة 2 في المائة.
ومع هذا الارتفاع الطفيف في مؤشر السوق الرئيسي ارتفعت قيمة التداولات الأسبوعية بنسبة 8.3 في المائة إلى 57.6 مليار ريال وذلك مقارنة بقيمة تداولات الأسبوع السابق البالغة 53.2 مليار ريال . وقد بلغ معدل التداول اليومي 11.5 مليار ريال يومياً، وهو أعلى معدل تصل إليه قيمة التداولات الأسبوعية هذا العام، بعد ارتفاعها إلى أعلى مستوى في الأسبوع الثاني من تداولات شهر نيسان (أبريل) الماضي والمقدر بـ 11.23 مليار ريال يومياً .

#2#

ويظهر تحليل قيمة التداولات الأسبوعية، التي ارتفعت إلى أعلى معدل أسبوعي لها في هذا العام في تداولات الأسبوع الماضي، استمرار توجهها نحو قطاعات المضاربة وتراجعها من القطاعات الاستثمارية. فقطاع المصارف الذي نال 10 في المائة من تداولات 2013م و14 في المائة من تداولات الربع الأول من العام الجاري، تراجع نصيبه من التداولات في الأسبوع الماضي إلى 6 في المائة فقط.
والصورة نفسها في قطاع البتروكيماويات الذي كانت حصته من تداولات العام الماضي 14.7 في المائة وارتفعت إلى 18.5 في المائة في الربع الأول من العام الجاري وتراجعت إلى 12.6 في المائة من قيمة التداولات في الأسبوع الماضي.
كما تراجع نصيب قطاع الأسمنت من قيمة التداولات إلى أقل معدل له وبلغت حصته 2 في المائة فقط، والحال نفسها في قطاع الاتصالات الذي بلغت حصته من قيمة التداولات الأسبوعية 3.6 في المائة في الأسبوع الماضي.

#3#

ويأتي هذا التراجع على حساب استمرار توجه السيولة نحو قطاعات المضاربة وفي مقدمتها قطاع التأمين الذي بلغت حصته 16 في المائة من قيمة تداولات الأسبوع الماضي، وهذا بعد تراجعها في الربع الأول إلى 13 في المائة، ومثله قطاع الزراعة الذي بلغت حصته من تداولات الأسبوع الماضي 14.3 في المائة وهي أعلى حصة يحققها القطاع الذي كان معدله 5.3 في المائة فقط من تداولات الربع الأول و 6.7 في المائة من تداولات العام الماضي 2013م.
ومن اللافت من تحليل السيولة ارتفاعها في قطاعي شركات الاستثمار المتعدد والاستثمار الصناعي بمعدل فاق نصيبها في عام 2013م والربع الأول، فقطاع الاستثمار المتعدد تضاعفت حصته إلى 5.8 في المائة من تداولات الأسبوع الماضي والاستثمار الصناعي تضاعفت سيولته إلى 11.3 في المائة .
فنياً لا يزال مؤشر السوق فوق متوسطاته المتحركة الآسية، متوسط 50 يوما عند مستوى 9510 نقاط ومتوسط 200 يوم عند مستوى 8755 نقطة، ولا تزال المتوسطات في ترتيبها الإيجابي فنياً، وهاتان إشارتان جيدتان للمؤشر، رغم مخالفة المؤشرات الفنية لهاتين الإشارتين، منها إغلاق مؤشر القوة النسبية RSI فوق مستوى 70، وهي خطورة فنية، إضافة إلى الانحراف السلبي بين مؤشر السوق TASI وبين مؤشر تدفق السيولة MFI.

#4#

ولا تزال التوقعات بجني الأرباح قائمة، رغم إغلاق مؤشر TASI فوق متوسطاته المتحركة إلا أن ارتفاع معدلات السيولة وتوجهها نحو المضاربة وتراجعها من القطاعات الاستثمارية والقيادية هي إشارة غير جيدة فنياً، كما يثبت تاريخ السوق المالية ذلك. ومن المتوقع أن تكون صورة تداولات العام الجاري 2014م مكرر للصورة التي شهدتها السوق المالية لعام 2012م، فالتاريخ والسيناريو قد يعيد نفسه، وهذا مبدأ معروف في التحليل الفني.
لذا من الواجب الحذر من الارتفاعات التي تحدثها المضاربة العشوائية، وبخاصة المغامرة في الأسهم المبالغ في سعرها، وفق معطيات مؤشرات التحليل المالي. أما بقاء المتداول أو خروجه خيار فهو فردي يعتمد على رغبته في المغامرة والمخاطرة التي تزيد معها العوائد المتوقعة. وتبقى نقاط وقف الخسارة عند نقاط دعم المؤشر عند المتوسطات المتحرك متوسط 50 يوما ومتوسط 200 يوم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي