رسالة التسامح
القلوب الطاهرة والأرواح النقية هي نسمات محبة ورسل سلام ان وجدت في دائرتك وكانت من حولك فأنت بنعمة حاول أن تقدرها وتعطيها من نفسك ووقتك.. المتسامحون والمتصالحون مع أنفسهم هم قلة وندرة في مجتمعاتنا اليوم ليتني أستطيع استنساخ أرواحهم وتوزيعها على مجالسنا وبيوتنا وحكوماتنا وشعوبنا.
هذه الارواح قيمة عظيمة لا تقدر بثمن ودائما للأسف هذه الارواح لا تعطى قدرها ولا يرفع من شأنها إما لتواضعها الشديد وخجلها من الاضواء، وإما لأنها لم تجد فرصة للظهور واكتسح غيرها مكانها بشكل أو بآخر.
رسالتي اليوم هي للتسامح ولفتح صفحات بيضاء فيما بيننا، فكم نحن أحوج للنقاء في حوارنا للصدق والتماس الأعذار وللبعد عن الشحن السلبي وزرع الفتن وترك الاجتهاد برؤية أخطاء الغير والتفنن بإظهارها وفضحها.
لنتأمل القبائل العربية في الماضي كم كانت بينها الحروب والنزاعات وبعد مرور السنين الان هي متصافية ومتقاربة وبينها علاقات قربى ونسب، وايضا الحروب العالمية في الحرب العالمية الثانية كيف كانت ألمانيا عدوة لأغلب الدول الأوروبية والآن هي من اقرب الدول وبينها مصالح مشتركة بين جميع اعدائها بالماضي.
كم نحن أحوج للتسامح مع أنفسنا وتقدير ذواتنا ورفع سقف الرقي بتعاملاتنا مع الجميع في البيت والمدرسة والجامعة في العمل والشارع والأهم فتح باب التوبة وطلب المغفرة مع رب العالمين، كلنا مقصرون بحق أنفسنا وأهلنا وأوطاننا والأهم مع خالقنا.
لنخلق جوا من التسامح والهدوء والتأمل فنحن نحتاج لزرع الأمل والابتسامة في قلب كل محتاج لها، وجميعا نحن محتاجون لها.. كم أشعر بقلوب أنهكها الألم واعتصرتها الأحزان وضاعت بدائرة الخوف من المجهول أشعر بقهرها وأتعاطف معها ومن يستطع أن يبني أملا وحلما فهو أنبل وأعظم من ان يساهم في هدم الأحلام ولو بكلمة.
لنكن انقياء ولنرتق، لنكن رسل سلام ننادي للتسامح، لنكن كالأطفال بطهر القلوب.. وأعظم فرصة لذلك شهر الخير شهر رمضان المبارك، فهذا الشهر هو استثمار رابح لمن اراد التغير الى الافضل، طريق التوبة والتسامح والعتق من النيران مفتوح وما أعظم الله عز وجل الذي منح عباده فرصا ومواسم لتجديد اعمالهم واصلاح نياتهم.. اسأل الله ان نكون جميعا مما يحسن استثماره ويربح ويبشر بالجنان ومن الرحمن بالعفو والغفران.
ولنتذكر في هذا الشهر المحرومين والمستضعفين، كم مسلم محارب بدينه وكم مسلم مطارد بوطنه!
ولنحمد الله على نعمة الأمن والأمان والإيمان.. كل رمضان وانتم الى الله اقرب، وبرمضان نسمو رضا وسكينة.