حفظ النعمة في مدارسنا !!

عندما ينشأ الطفل منذ نعومة أظفاره على الاهتمام بفائض النعمة وعدم التخلص منه في النفايات، فإنه يدرك و يفهم مفهوم الاقتصاد في أبسط صوره، في بادرة تعكس توقد أفكار طلاب مدارسنا و عزيمتهم قام بعض الشباب الطموح بتنفيذ مشروع يهدف للاستفادة من بواقي الطعام المهدرة في المدارس، مما يحقق أكثر من هدف للمشروع تجمع بين التعليم و الاقتصاد.

الفكرة باختصار تتمثل في وضع صندوق لجمع بقايا الطعام في كل مدرسة بجانب المقصف المدرسي، ومن ثم تقديم تلك البقايا للطيور والقطط. الفكرة قد تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تمثل مسارا يجعل من الطفل يدرك أن هناك أماكن أخرى من العالم من لا يجد فيها إقرانه هذه النعمة.

أعتقد أن مثل هذه الأفكار تستحق الإشادة والاهتمام فالجميع يعلم بكل تأكيد أن بعض الطلاب في إفريقيا يسير على قدميه مسافات غير بسيطة من أجل أن يصل لأقرب مدرسة هذا عدا كونه لا يجد ما يسد جوعه في تلك الرحلة.

سيكون جميلا لو تم تطبيق هذه الأفكار بشكل أوسع، بحيث تشمل جميع المدارس وتتبناها وزارة التربية والتعليم. يمكن أن تتطور مثل هذه الفكرة مستقبلا لتقترن بالنشاط المدرسي، بحيث يقوم أطفال المرحلة الابتدائية بإطعام الطيور من هذه الفوائض فنعزز في أنفسهم حب العطاء و الرحمة، حتى إدارة تلك الصناديق أعتقد أنه من المجدي أن يتولاها الطلاب بأنفسهم.

التدريب منذ الصغر على التوفير هو الاساس الذي يسهم في تغيير الكثير من العادات التي تندرج تحت مفهوم الكرم حاليا و هي أقرب ما تكون إلى البذخ، سمعنا مؤخرا عن بعض الجمعيات التي تمكنت من توزيع عدد كبير من الوجبات في بعض مناطق المملكة من فوائض الطعام، وهو ما يشجع مثل هذه الأفكار على أن ترى النور.

التنسيق في مثل هذه المبادرات هو ما يمكن أن يحقق لها الديمومة بحيث تتحول من أفكار فردية إلى مشاريع شاملة و أليات واضحة تحقق النتائج الإيجابية التي نسعى لها جميعا. أنا على يقين أن أطفالنا يمكن أن تحملهم الإيجابية إلى عوالم لا يمكن أن نتخيلها نحن و كل ما علينا فقط هو أن نوجههم و نترك لهم المجال للإبداع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي