الإرهاب .. لا نخرب بيوتنا بأيدينا «2-2»
كما ذكرت في الجزء الأول من أن المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين وحاضنة للإسلام المتزن هي الدولة المستهدفة للتخريب والتدمير والقتل، والمطلع على ما يخطط له من تخريب وتدمير يعلم أهمية التفاف أبناء المملكة حول قيادتهم ووطنهم وأهلهم، لأن ما يحدث اليوم من قتل وتدمير وانتهاك للأعراض يمكن أن يتعرض له أهلهم هنا في المملكة العربية السعودية إذا تعاونوا أو تخاذلوا مع أعداء الدين والوطن، كما يجب العمل على حماية الوطن لأن أي انهيار -لا سمح الله- لهذا الكيان السعودي الإسلامي هو انهيار لآخر وأهم معاقل الإسلام، وفي المقابل فإن ما يروج له المفسدون من فكرة إنشاء دولة إسلامية هو استغلال للعقول الصغيرة الساذجة واستخدامها وقودا لحربهم ضد الإسلام وأهله، ولعل ما ينقله بعض العائدين الناجين من هذه المحرقة البشرية للشباب السعودي يؤكد ما أذكره من استغلال واستهتار بالدم المسلم، ونعلم اليوم جميعا أن من يقود هذا الفكر الهدام الدموي هم رجال مخابرات وعصابات يعملون على تدمير الإسلام من خلال ما يخطط له من تدمير للإسلام وأهله ومقدساته بأيدي أبناء الإسلام مع الأسف الشديد.
إن عدم استيعاب بعض أبناء المملكة العربية السعودية لما يخطط لهم ولوطنهم ودينهم من قتل وتدمير وتخريب وإزهاق للأرواح والأعراض واعتقادهم الخاطئ الوهمي أن ما يحدث اليوم من حروب هو لنصرة الإسلام يغيب عنهم من يقف خلف هذه التنظيمات والعصابات، ولو استوعب الداعمون لهذا التوجه ما يخطط ضدهم لما أقدموا على قتل أنفسهم بأيديهم والزج بالشباب اليافع نحو مهالك الموت في مختلف دول العالم على أساس أن ذلك جهاد في سبيل الله ونصرة للإسلام والمسلمين، ويغيب عنهم مع الأسف الشديد أنهم يرسلون أبناءنا إلى مرتزقة لا يهمهم دين أو مبادئ أو قيم أو أعراض أو أرواح، وإنما هدفهم تحقيق أجندات خاصة لدول أقل ما يقال عنها إنها من قيادة أعداء الإسلام والمسلمين، وإن هؤلاء المرتزقة المأجورين هم ممن تم تدريبهم وتسخيرهم لتحقيق تلك الأجندات، كما أن أغلبهم من أصحاب السوابق والأمراض النفسية والاجتماعية وهدفهم الشخصي هو تحقيق رغبات دنيوية إضافة للإساءة إلى الإسلام ورسوله -عليه الصلاة والسلام- وأهل الإسلام والدليل على ذلك مثلا مجاهرتهم بالقتل والصلب والتدمير والاغتصاب وهذه وغيرها كثير ليست من قيم الإسلام والمسلمين، ولم يذكر التاريخ أن المسلمين أمة همجية تستبيح الأنفس والأعراض والأموال، ولعل ما نراه من هؤلاء المرتزقة اليوم في سورية والعراق وليبيا من قتل واغتصاب وتدمير خير شاهد على أن هدفهم تشويه صورة الإسلام والمسلمين في أعين الإعلام العالمي الذي ينقل ذلك لجميع سكان الكرة الأرضية.
اليوم لا يمكن أن يقبل العقل الإنساني السوي ما يتم من هدم وتدمير وقتل واغتصاب باسم الإسلام في سورية أو العراق أو غيرهما من دول العالم، وهو ما أدى مع الأسف إلى خوف وتوحد العالم ضد الإسلام وأهله وجعلهم يتحدون لمحاربته خوفا من المزيد من القتل والدمار، وفي الجهة المقابلة أعطي اليهود حق قتل الفلسطينيين بدم بارد على أساس أن القتل والتدمير هو ثقافة إسلامية ويجب التعامل مع المسلمين وفق ثقافتهم، ولعلنا نلاحظ هذه الأيام الجراءة غير المسبوقة لليهود في تدمير غزة وقتل مئات الفلسطينيين.
إن استيعابنا لما آلت إليه أحوال المسلمين والصورة الذهنية العالمية عن الإسلام وأهله وتعزيز تلك الصورة واستغلالها من قبل مختلف الأجهزة الاستخبارية المحاربة للإسلام وأهله، وما يرتبط بها من منظمات وعصابات ومصالح يجعلنا في عالمنا الإسلامي والعربي، خصوصا في المملكة العربية السعودية الأحرص على معرفة أسباب هذا التغير والتغيير السلوكي للإنسان المسلم وتقصي الأسباب الحقيقية والكاملة والشاملة التي أدت إلى هذا الوضع وعدم الركون إلى أسباب داخلية فقط أو ربط ذلك بمناهج التعليم الدينية فقط مثلا، خصوصا إذا ما علمنا أن هناك مشاركين في عصابات القتل باسم الإسلام من دول عربية لم يكن المنهج الديني التعليمي ذا تأثير عليهم، وأيضا من يشاركهم في هذا الدعم والقتل والإفساد شباب من دول غربية أغلبهم أبناء لمهاجرين يمثلون الجيل الثالث أو الرابع وممن يعتبر تعليمهم الديني غير مرتبط بمناهج تعليم دينية، وفي المقابل لا بد أن نستوعب في زحمة هذا البحث والدراسة والتحليل أن داعش مثلا ليس تنظيما وفق الرؤية الغربية للتنظيم يمكن القضاء عليه من خلال حرب عسكرية، لأن ذلك سوف يعزز من انتشاره كما حدث مع القاعدة، ولكنه فكر يحتاج إلى فكر مضاد للقضاء عليه خصوصا مع وجود أسباب تبني دعم حاضنات شعبية له في ظل وجود الاضطهاد المستمر للمسلمين في مواقع عديدة يدعمها إعلام جاهل وأعمى، أكرر ما ذكرته في مقدمة المقال من أن السفه الإسرائيلي هو ما يعزز الفكر والسلوك الداعشي، كما مثلته روسيا في أفغانستان وإيران في العراق واليوم في سورية واليمن والله أعلم عن القادم من الأيام.
وفق الله الجهود التي تعمل من أجل وطن سعودي الانتماء وعربي اللسان وإسلامي المعتقد وعالمي الطموح، والله من وراء القصد
وقفة تأمل:
«يجاملك رجل يبي منك مصلوح
ويصارحك رجل يدور صلاحك
هذاك يأخذ حاجته منك ويروح
وهذا معك ما همه إﻻ نجاحك»