ملك برصيد عمر زاخر بالخبرات

سخر الله للمملكة العربية السعودية رجالا من القوة والندرة، حيث لا تستطيع المفاضلة بينهم، ومنهم خادم الحرمين الشريفين الحالي الملك سلمان، هذا الرجل العظيم الذي يحتكم على خبرة في العمل الإداري، والحكم وأعمال الخير ومشيخة الأسرة، تزيد على 50 عاما، وكان الإداريون الذين عملوا معه تصدمهم الحلول الإدارية، التي يفاجئهم بها في كل نقاش، أو عرض للآراء، حول قرار إداري، والشيء نفسه كان الإعلاميون الذين يلتقونه يعرفونه، فكانت زيارته ثروة فكرية لمن حظي بها، وليس هذا فحسب فلعلكم تذكرون ذاك الطالب السعودي المبتعث في اليابان، الذي ناقشه خادم الحرمين الشريفين حول نسبه، فكان الملك سلمان يعلم عن أسرة الشاب أكثر مما يعرف هو.
تميز الملك سلمان ــــ حفظه الله ـــ أنه يحتكم على تجربته، وتجربة ستة ملوك قبله كان المستشار والرفيق لكل ملك منهم منذ توليه إلى أن «يترجل» بدءا بوالده الملك عبد العزيز، ثم أخيه سعود، ثم فيصل، وخالد، وفهد، وعبد الله ـــ رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته ـــ فكانت خبرته في العمل معهم، وفي دائرة القرار السياسي قد صنعت قدرة الملك سلمان العظيمة على الاختيار والتمييز واتخاذ القرارات الحصيفة.
أقرب الناس لمعرفة حكمته هم الموظفون العاملون معه في إمارة الرياض، وهم يقرون أنهم قد يضعون خيارات أمامه فيفاجئهم بخيارات أخرى لم تخطر لهم على بال، وحدثني أحدهم أن العمل مع خادم الحرمين الملك سلمان هو خبرة لا تعدلها خبرة، ويقولون إنه يمارس الإدارة المحلية بهدوء منقطع النظير، وسرعة لا تؤجل، وطريقة من السهل الممتنع لم يروها من مسؤول قبله.
ماذا لو طلبنا رجلا بـ 50 عاما من الخبرة هل نجده؛ لكنه، بحمد الله، يحكم بلاد الحرمين الشريفين، ليضيف للبنيان السامق، وهو يأتي في وقت نحتاج فيه إلى رجل إداري قوي يسير المشروعات المزدحمة لنعجل وصول بلادنا للقمة التي ننتظرها.
ليرفع السعوديون اليوم أكف الحمد والشكر لله على أن يسر أمرهم بملك عظيم هو سلمان بن عبد العزيز، وولي للعهد على قدر من العلم والمعرفة والخبرة، هو الأمير مقرن بن عبد العزيز، ثم ولي لولي العهد هو الأمير محمد بن نايف وهو نقلة في الأجيال، ولكن لديه سنوات في المجال الأمني، إننا موعودون في السنوات القادمة بإدارة عظيمة ستقضي على كل ما عكر ويعكر مسيرة النماء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي