الأوامر الملكية خطوة تاريخية مهمة في تطوير العمل التنظيمي
تأتي الأوامر الملكية الجديدة التي أصدرها الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله– يوم الخميس الموافق 9/4/1436هـ، القاضية بالدمج لوزراتي التربية والتعليم العالي، وإلغاء عدد من المجالس واللجان العليا، والاكتفاء بمجلسين مساندين لمجلس الوزراء، لتضيف خطوة تاريخية مهمة في تطوير العمل التنظيمي، تحقق اختصارا واضحا في المسار الزمني لإجراءات إصدار قرارات الدولة، وتسهم في الحد من التعقيد والازدواجية التي تولدت نتيجة لنشوء عدد كبير من المجالس واللجان العليا خلال الـ20 عاما الماضية، وتعتبر نقلة تطويرية جديدة في رفع كفاءة الأداء ومستوى التنسيق تفاديا للازدواج وتحقيقا للأهداف المرسومة، بما يؤدي إلى تكامل الأدوار والمسؤوليات والاختصاصات.
كما أن توقيت صدور هذه القرارت يعكس إدراكا واعيا بطبيعة المرحلة المقبلة، وما يواجهه الوطن من تحديات تتطلب القيام بخطوات مؤسسية تهدف إلى إيجاد نقلة نوعية على كل المستويات، أخذا بمبدأ التحسين المستمر، بما يحقق جودة شاملة تتواكب مع التطورات والمتغيرات المتسارعة التي طرأت في مختلف المجالات. ولا شك أن هذه النقلة ستحدث رد فعل إيجابيا على مختلف المستويات، وخصوصا على مستوى عملية اتخاذ القرارت وصناعة السياسة العامة في الدولة.
ومن المقرر بحسب مقتضى هذه الأوامر الملكية أن تقوم هيئة الخبراء في مجلس الوزراء بالاشتراك مع الأجهزة المعنية بمراجعة الأنظمة والتنظيمات والأوامر ذات العلاقة، ووضع الترتيبات التنظيمية اللازمة لذلك، بما في ذلك تحديد اختصاصات كلا المجلسين. ومن المؤمل أن تخرج التنظيمات الجديدة بترتيبات تنظيمية واضحة، تحقق نقلة نوعية في إدارة الدولة للتنمية بأكبر فعالية وكفاءة ممكنة، وتحقق تطويرا مستمرا في مختلف جوانب التنمية، خصوصا التنمية السياسية التي يؤمل منها أن تحقق نقلة تطويرية في مؤسسات العمل السياسي، وإشراك المواطنين، وكذلك التنمية الاقتصادية التي تنتظر تحقيق نقلة تطويرية في تنويع مصادر الدخل، وتخفيف الاعتماد على الموارد الناضبة، وإيجاد فرص عمل منتجة للمواطنين.
ولعل من نافلة القول الإشارة إلى أن هذه الأوامر الملكية التي تنبثق من رؤية ثاقبة وبعيدة النظر للملك سلمان حفظه الله، تعيد تنظيم مسارات الدولة، وتحقق تركيزا في الأولويات للمرحلة المستقبلية، وتبتعد عن التعقيد والفلسفة والروتين، وتحمل مضامين البساطة والسرعة والوضوح، ومن المتوقع أن تكون لها آثارها الإيجابية على الوطن في المرحلة القريبة المقبلة.