ومضات إدارية: قراءات من قمة الابتكار والازدهار 2015

"ما التحديات التي تحكم الشكل المستقبلي للخدمات الحكومية العربية؟" كان هذا هو السؤال الأبرز الذي قامت عليه القمة الحكومية، التي عقدت بدبي، في الفترة 9 ـــ 11/02/2015، وذلك بمشاركة 87 دولة، التي سعدت بالوجود فيها. وبطبيعة الحال، لم تتح لي فرصة الحضور لجميع جلساتها، إلا أنني انتقيت لكم هذه الومضات، من بين الموضوعات التي حظيت بحضورها.
– كيف يمكن للحكومات العربية أن تلحق بقطار التطور التكنولوجي فائق السرعة؟
يعتقد شون شاين المدير التنفيذي في شركة اكسنتشر "أن الثقة في الحكومة تزداد، كلما زاد استخدامها للتكنولوجيا الرقمية". وهو محق في ذلك، فلقد أحدثت المتغيرات العالمية طفرة نوعية وكمية في الاتصالات والتكنولوجيا، الأمر الذي يتطلب من الحكومات بناء علاقة وثيقة معها للرقي بأداء أجهزتها، باستخدامها كأداة للتغذية العكسية، وكقناة لإيصال الأفكار والمقترحات والشكاوى والتظلمات. وهي نفس الفكرة التي أكدها الشريك المؤسس لشركة لنكدإن ألان بلو بقوله "كل وظيفة في العالم اليوم، هي وظيفة قائمة على التكنولوجيا".
– "إن توافر المعلومات الضخمة عن المشكلة ليس كافيا، بل ينبغي أن يتم توظيفها والتواصل بفعالية حولها".
هذا ما أوضحه مدير شركة ديلويت بول ماكميلان، فعلى الرغم من اعتماد عملية صنع القرار على المعلومات الصحيحة والواقعية والدقيقة، إلا أن القرارات السليمة تتطلب قدرا من التصور والإبداع، ليتم تحليل المعلومات بالطريقة الصحيحة. وفي واقع الأمر، فإن سر النجاح يكمن في التعامل مع بعض الغموض وعدم التأكد، فبعض القرارات لا نستطيع الانتظار حتى تتوافر كل المعلومات عنها، كما أن هنالك درجة من المخاطرة تكتنف دوما عملية صنع القرارات.
– المعضلة الجديدة: حرب المواهب المبدعة
إن التوجه الجديد للحكومات يكمن في الاستثمار الأمثل لرأس المال البشري فيها. ويكون ذلك من خلال عمل الخطط اللازمة لرعاية المواهب الواعدة، وتطوير أصحاب المهارات النادرة والقدرات العالية وتحفيزهم وتمكينهم. ولقد أشار وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني فرانسيس مود لذلك ناصحا، وقال: "من المهم التركيز على بناء العقول التي تنتقل ببلادها إلى اقتصاد أفضل، وبتكلفة أقل".
– قياس ما هو مهم للحكومات: نحو مؤشرات عالمية للخدمات الحكومية
يوضح كبير الاقتصاديين شانتاينان ديفاراجان أن "هنالك تحديا كبيرا يكمن في استخدام استطلاعات الرأي كأحد المؤشرات لقياس الأداء، لأنها لا تعطي بالضرورة الصورة الكاملة". إن تصميم مؤشرات عالمية للخدمات الحكومية ليس بالأمر السهل، ومن الصعب توحيد هذه المؤشرات، فلكل دولة خصوصيتها.
– إما الابتكار وإما الاندثار: نحو مجتمع ذكي لمدن ذكية، يسعد قاطنوها بمستوى الخدمات المقدمة لهم
لا شك أن الحكومات الذكية، هي التي تعيد هندسة نموذج تقديم خدماتها، لجعلها في متناول اليد. كما أن الحكومات المبتكرة، هي التي تتصرف كشركات مبتكرة. فلقد آن الأوان لأن يدار القطاع العام بعقلية القطاع الخاص، لبناء حكومات مستدامة وتنافسية. إن ذلك لن يتم إلا من خلال الشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص، وتطوير البنية التشريعية، وبناء قواعد بيانات شاملة، وأنظمة ذكية مستندة إلى احتياج المواطنين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي