إدارة تصنع الولاء
الوعي الاجتماعي، وحرص القيادة الكريمة يجعلانا متفائلين بحقبة جديدة من الإدارة المنضبطة، لوجود العزم على ذلك، وبسبب التوسع في استخدام التقنية التي توليها قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز أولوية بالغة.
الدول التي تجاوزت تخلفها الإداري كانت بداياتها بإدارات صارمة في العمل والإنتاج، وخلقت إلى جانب الصرامة حوافز تشجع الناس على الابتكار، وتقديم ما عندهم لعملهم بولاء طوعي يعتقد فيه العامل أنه جزء من المنشأة، وأن المنشأة له ولا تسلبه إبداعه. هذه بداية النمو، فنحن لا نخترع العجلة بأي حال، فقد سبقنا العالم وعلمنا أهمية العمل الإداري في استمرار وجودة الإنتاج، وتخدم التقنية، بكل مكوناتها الانضباط الإداري، حيث إن التقنية المغلقة تحدد وقت الموظف، وتغلق أبواب الفساد على الفاسدين والمستهترين؛ لأن التقنية لا تجامل ولا تحابي، وتدير العمل بالسواسية.
التفوق الإداري الذي يأتي بالتفوق الحضاري ليس صعبا بوجود إدارة صارمة غير مستهترة، فكل فشل وراءه إدارة فاشلة، وكل نجاح وراءه إدارة واعية متفهمة لظروف العامل، والعامل وصعوباته الشخصية، وفشل انخراط نماذج شبابية في العمل، لأن البيئة المحيطة بالشاب لا تشجع على العمل، وتغيير المفاهيم هو في حد ذاته مهمة إدارة لا مهمة تدريب كما يردد البعض، فقناعات الموظف بظروف العمل تأتي قبل قدرته على العمل.
كل التوقعات تعد بانضباط إداري غير مسبوق يتوافق مع طريقة الملك سلمان بن عبدالعزيز في احترام وقت العمل، واحترام الإنتاجية، حيث عرف عنه ذلك.
التنمية الحقيقية تبدأ بإدارة صارمة لا تتهاون بالوقت ولا بتدني الإنتاجية، والإدارة المنضبطة ينعكس انضباطها على العاملين معها من صناع، وعمال خدمات، حيث يكون الإنجاز المتقن هدفا، ويبدأ العامل أو منسوب الإدارة يشعر بالانتماء لمؤسسته، ولا يعمل وكأنه زائر لها ينتظر فرصة الخروج.
وفي موضوع الولاء للمؤسسة يجب أن تكون الدائرة، أو الشركة في القطاع الخاص أما حقيقية للموظف، وراعية لأبنائه وشؤونه العائلية بمعنى علاقات عامة داخلية تحتوي الموظف للمؤسسة بما تقدمه للموظف من خدمات صحية وتعليمية، واهتمام بالعلاقات الإنسانية، حينها سنجد منسوب الإدارة الحكومية، أو الشركة متفانيا، ومعطيا كل جهده لعمله.
أعود لما بدأت به، وهو أننا متفائلون بحقبة من النظم الإدارية الصارمة التي تحتوي الموظف وتربطه بولاء وحب لمؤسسته.