دوري 2015.. سلبيات وإيجابيات

مع ختام النسخة 2015، من الدوري السعودي لكرة القدم، من الحكمة أن يعقد مجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم اجتماعا خاصا يقيم فيه ما تم عمله في البطولة المحلية الكبرى، ويضع أصبعه على السلبيات في محاولة لمعالجتها وإخفائها في النسخة المقبلة وتعزيز الإيجابيات أكثر.
.. في الدوري المنصرم للتو، ظهرت إيجابيات عدة، أولها تقدم طفيف في بيئة الملاعب يحتاج إلى دفع أكثر للأمام للوصول إلى نقطة الرضا، كما برزت إيجابيات واضحة في نسبة الحضور الجماهيري مدعومة بالسعة الجديدة لملعب رئيسي مثل ستاد الملك عبدالله الدولي في جدة ما رفع المعدل الجماهيري للمباراة الواحدة إلى أكثر من ثمانية آلاف منتقلا من 4800 في الموسم الماضي، وهو رقم مرضٍ وقابل للزيادة بانضمام ملعب مدينة الملك عبدالعزيز في مكة المكرمة للسباق، وهي المدينة التي تضم جماهيرية عالية للرباعي الكبير. تصاعد أعداد الجماهير يدعو اتحاد الكرة لمطالبة بملاعب ذات سعة أعلى في المنطقة الشرقية وإعادة النظر في بيئة ملاعب مدنها الدمام والخبر والأحساء.
..لا يمكن أن يمر الحديث عن الإيجابيات دون ذكر المستوى الفني العالي الذي ظهرت به مسابقة هذا العام، ويشهد بذلك احتفاظ أربعة فرق بحظوظها في كسب اللقب حتى آخر خمس جولات قبل أن تتقلص الفرص لصالح فريقين فقط، وبالمثل كان صراع الهبوط الذي لم يحسم إلا في الجولة قبل الأخيرة. وحتى تستمر المنافسة على اتحاد اللعبة أن يضع ضوابط مشددة تجاه إدارات الأندية التي تغذي ديونها دون تقدم واضح، ما يعيدها خطوات للوراء، تضر بالمشهد العام لكرة البلاد، واتحاد اللعبة مدعو لتشريع قوانين صارمة تحد من عقد إدارات الأندية المديونة صفقات دون تقليص الديون.
من الإيجابيات الواضحة هذا الموسم، تقدم مشهود حققته لجنة المسابقات في برمجتها، وقدرتها على معالجة بعض الظروف الطارئة كالطيران وتقلبات الجو، لكن اللجنة الموقرة مدعوة لمراجعة معايير تصميم جدول المسابقة وتوزيع مباريات القمم الكبيرة على الجولات. لدينا 18 قمة في الدوري السعودي، تجمع الخماسي الكبير: النصر، الأهلي، الهلال، الاتحاد، الشباب، والدوري كله 26 جولة، من المفيد توزيع هذه القمم الثماني عشرة على كل جولة من الجولات الست والعشرين، واستخدام الجولات الثماني المتبقية لخلق فواصل بينها، وهذا سيحقق متابعة أعلى ويوجد قمة في كل المرحلة يمكن تسميتها بمباراة الجولة، تسمح بالاحتفاظ بقوة المسابقة وإعطاء زخم إعلامي خاص وجماهيري، وتخدم الشكل العام للمنافسة على اللقب.
من السلبيات التي برزت أيضا، ولها أثرها الكبير في المنافسة تراجع مستوى التحكيم بشكل واضح، وحتى في الاختيارات الأجنبية، لم نشهد فروقا عن المحلية إلا في مباريات معدودة. لذلك يبدو ملف قضاة الملاعب، الملف الأهم على طاولة النقاش في الاتحاد السعودي، ومجلس اللعبة الموقر مدعو لبحث مستقيض في هذا الملف وتقديم خطوات فاعلة من شأنها إظهار ضلع مهم من أضلاع اللعبة الأولى في العالم.
يبدو الحديث عن السلبيات مزعجا جدا، لكنه أمر لا بد منه في سبيل استشراف مستقبل أفضل، ومن هذه السلبيات اختيار اتحاد اللعبة الصمت غالبا أمام كثير من القضايا التي راجت في الموسم الماضي، وهو نأي بالنفس عن الخوض في مآزق متوقعة، تسبب في تفاقم المشكلات أحيانا نتيجة التأخر في التدخل وعلاجها، ولذلك فإن اتحاد اللعبة الموقر مدعو أيضا لمزيد من التفاعل مع الأحداث الدائرة في الموسم.
.. عشنا نسخة رائعة من الدوري السعودي، كان محركها الرئيسي في كل الاتجاهات، هو المشجع المحب للعبة، وهذا الضلع بحاجة للاهتمام أكثر، بدونه يبدو المشهد كجنازة حارس مقبرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي