الوعي المالي مطلب الجيل الجديد

كان السؤال عما لو كنت "مطمئنا لمستقبلك المالي" وجاءت الإجابة "لا، ولكني ما زلت أحاول" بنسبة 73 في المائة في عينة عددها أكثر من 1500 إجابة.
طرحت السؤال مجددا على شريحة مختلفة من المتابعين في قناة "نصيحة لريم" في "سناب شات"، وكانت الإجابات "غير مطمئنة" بنسبة 100 في المائة تقريبا وأغلبها من فئة الإناث.
ثم كان الحديث مجددا عن الوعي المالي بين الجيل الجديد، ثم جاء السؤال الثاني عن سبب عدم الاطمئنان للمستقبل هل هو قلة مستوى الوعي المالي أم قلة الفرص المتاحة في الوطن أم قلة الثقة بالشريك؟
وكان العامل الأول (قلة الوعي) هو السبب الأول لهذا الشعور، يليه قلة الفرص المتاحة محليا للشعور بالأمان المالي في المدى الطويل. أما السؤال الأخير فكان "هل تتخذ الخطوات اللازمة للتحديات المستقبلية" وكانت غالبية الأجوبة من الفتيات وراوحت بين الاستثمار العقاري خارج السعودية والتثقيف والتعلم الذاتي وقراءة الكتب الاستثمارية وغيرها من المواد المالية.
أميل عادة لطرح الأسئلة لمعرفة توجهات الجيل الجديد وعادة ما تتفاوت الردود لكن بعد أكثر من سنة من استخدام تطبيقات "السوشيال ميديا" أصبح المستخدم السعودي أكثر ارتياحا لطرح آرائه بشكل عام وأكثر انفتاحا في مناقشة مواضيع ساخنة وأكثر تفاعلا مع الطروحات التي تخص مستقبله.
من الملاحظ أن شريحة المستخدمين تراوح أعمارها بين العشر سنوات وفوق لكن غالبية متابعي برنامجي في فئة العشرينات وربما الثلاثينات.
أما الهموم المالية فتراوح بين القروض وتنمية المدخرات وحتى إمكانية تحقيق الآمال المستقبلية بتوفير عيش كريم بعد التقاعد وزواج الأبناء. ولاحظت أيضا تزايد الاهتمام بتنمية الثروات من خلال الوسائل المتاحة في السعودية وهي غالبا سوق الأسهم، ثم المشاريع الصغيرة، ويليها العقار الذي يطمح إليه الأغلبية لكنه ليس بمتناول أيديهم.
أيضا هناك زيادة ملحوظة في أهمية دراسة المشاريع ومخاطرها قبل الدخول فيها، والعزوف بشكل عام عما لا يعرفه المستخدم، فمثلا من لا يفقه في سوق الأسهم يجب أن يتجنبها وذلك بخلاف الجيل الأسبق الذي كان يقوم بالشراء دون اللجوء لدراسة الشركة وتفاصيلها، والفكرة نفسها تنطبق على المشاريع الصغيرة. وكانت نسبة الراغبين بالدخول في سوق الأسهم تفوق بقليل أصحاب الأفكار والمشاريع ويغلب عليها الإناث، بينما غلب عدد الذكور على المشاريع الصغيرة. ويجدر الذكر أن التعاملات الشهرية من خلال التجارة الإلكترونية تجاوزت 60 مليار ريال العام الماضي، وهذا لم يكن ممكنا دون وجود بنية تحتية صلبة من خدمات النت والدفع الإلكتروني وبطاقات الائتمان.
إذن فمشكلة الوعي المالي باتت واضحة وهناك طلب كبير من الأجيال الحالية لتوسيع المعروض من المحتوى بمختلف صيغه (دورات، فيديو، كتب) التي تلبي احتياجا مهما. نهاية أقترح على وزارة التعليم إدراج مادة مبادئ الاقتصاد لطلاب الثانوية بشكل مبسط وشيق، حيث تتسع دائرة فهمهم لكيفية دوران العجلة الاقتصادية ومبادئ الائتمان والمالية الشخصية، فتصبح ثقافة الطالب مرتبطة ببناء مستقبله أكثر من الوضع الحالي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي