دبلوماسية الرئيس العام
تأثير الإعلام لا يقتصر على نقل الخبر والبحث عن ردة الفعل داخل الدائرة الضيقة لصاحب القرار أو من أجل تأريخ وتدوين حدث ما ومن ثم رسم وتبني موقف عام أو خاص تجاهه. إن مفهوم الإعلام تطور ليكون صنوانا ومرادفا للدبلوماسية وهذا ما جعل "جيريمي بلاك" الأكاديمي البريطاني الشهير صاحب الـ100 مؤلف في الدبلوماسية والعلاقات الدولية يتبنى هذا الرأي في كتابه تاريخ الدبلوماسية" فهو يصف محرري الصحف وصفحات الشؤون الخارجية وكبار المراسلين بأنهم دبلوماسيون من غير حقائب وزارية فلهم التأثير وبقدرتهم تشكيل المُناخ المناسب لإيجاد قرار واتخاذ وجهة مناسبة نحو القضايا الراهنة، وعلى القياس فكل فرسان الإعلام لهم هذه الصفة والتأثير، فأين الرئيس العام لرعاية الشباب من دبلوماسية الإعلام وآثاره؟ الانفلات في بعض زواياه مشاهد وله تأجيج وتأثير، والصمت سيد الموقف في ظل عصف كبير يرمي بالحقائق ويقدم رؤية خاصة وكأنها حقيقة مسلم بها دونما حسيب أو رقيب.
نعم أتت الأخبار بأنه ذهب لمقابلة وزير الإعلام، وأردفت كذلك بأنه قابل رؤساء الأندية في دوري عبد اللطيف جميل ودوري الدرجة الأولى، وتحدث عن معوقات العمل كي يكون تكامليا وناجحا لكن حتى الآن لم تتضح معالم خطة أو هدف مرسوم؛ فالتعيينات تصدر من أجل استقطاب كوادر للعمل داخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكأنها مجرد أسماء تحل مكان أخرى ذهبت بعد أن تم استنزافها فلم يتم استحداث رؤية جديدة أو استراتيجية مختلفة للبناء أو التعاطي مع الشأن الرياضي الذي تُلح أوضاعه وسطوة إعلام الطقطقة بوجوب الدفع بعجلة الخصخصة وبقوة وإن لم يتم إقرارها بشكل كامل فلا مفر من إلحاق الأندية بشركات قائمة، وبين هذا وذاك السياسة الإعلامية للرئاسة العامة لرعاية الشباب اللسان الناطق لها في مواجهة الجمهور أين نجده؟ ولماذا تختفي في حال وتظهر في آخر وكأنها تختار المسرح المناسب للظهور؟ فهل الحرية معناها التأجيج أم هي المهنية ونشر الخبر الصحيح والصريح؟ قد تكون هناك فكرة حرية الإعلام المفتوحة غير أنه يجب تأطيرها بصحة المعلومة ووضوح المصدر في حال تمت الشكاية والتشكيك في صدقه.
أمر آخر يبقى جوابه معلقا بتوضيح من صاحب القرار، ألا وهو طالما كانت اللجنة الأولمبية بابا نفذت من الرئاسة لرعاية شؤون كرة القدم يحق لنا السؤال: متى تدخل من الباب الواسع لرعاية بقية الألعاب الأولمبية؟ فالشباب حين يرى القيادة الرياضية تمد اليد لأم الألعاب يُدرك حينها أن النهج القادم يرسم استراتيجية بناء الرياضي السعودي بكل تفاصيله من منصات الذهب، فالوهج الإعلامي لكرة القدم يبدو أنه في طريقة لإحراق ما تبقى من أمل أن تصبح الرياضة الشاملة عنوانا لمرحلة ابن مساعد في الرئاسة العامة ففتح باب القروض لأندية مديونة عجزت عن تسيير شؤونها المالية وكأنه إقرار جبري منها بديمومة بقاء بعض الأسماء في الوسط الرياضي يجعلنا؛ لماذا لا تستدين اللجنة الأولمبية بضمان مداخيلها وبالتالي تطور كوادرها؟ فحين تتحقق عين الفائدة لماذا يتم تجاهلها؟ فهي أولى من ناد يعاني من هدر وعبث مالي ليتم رتق ما تشقق من ثوبه الفضفاض، بينما هنا الغاية أن يتم استغلال المال في بناء منتخبات وطنية تحقق لنا الذهب ومعنى الفخر في طموح شباب صوعان ومسرحي لا ينقصهم سوى الدعم والمادة اللازمة لتأهيلهم بشكل أقوى منذ وقت مبكر.
احتواء مشاكل الأندية والحرص على حل المعضلات والعقبات التي تواجهها أمر يُحسب للرئيس العام غير أنه في ميزان الذهب لا تتعدى ميدالية واحدة، فمتى نرى الجهد ونبارك خطواته لبقية الألعاب؟ فصخب كرة القدم لم يقدم لنا شيئا يوازي كل هذا الركض خلفها، فلماذا لا نوجه بوصلة الرعاية ناحية الأولمبية عل النجاح يكون الحليف والمكاسب تكون أكبر وأجمل؟