وصفة استثمارية لعام 2016

مع حلول عام ميلادي جديد يقوم المستثمرون بمراجعة محافظهم ومواقعهم الاستثمارية بالنظر إلى ما حققته خلال العام الماضي، ثم يأتي التساؤل عن الخطوة المقبلة في العام الجاري. وأقدم اليوم ملخص مقترحات استثمارية وفق ما يراه اقتصاديو شركة بلاك روك Black Rock العملاقة من حيث أنواع الأصول المتوقع أن تحقق عوائد معقولة إضافة إلى أبرز النصائح الاستثمارية لهذا العام.
من أهم التوقعات لعام 2016 ارتفاع معدل التذبذب السعري والتقلبات Volatility في أسواق الأسهم وهو أيضا ما شهدته الأسواق العالمية بوضوح في 2015. أيضا من المتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي بفعل عدة عوامل أبرزها تراجع النمو الصيني وانخفاض أسعار النفط نتيجة زيادة الفائض ورفع أسعار الفائدة, كلها عوامل تسهم في تباطؤ أو ربما هبوط أسعار الأصول، إضافة إلى ما سبق ينبغي الأخذ في الاعتبار ارتفاع أسعار تلك الأصول في 2015 ما يضعف احتمال تكرر المشهد لهذا العام. ومن الطبيعي اليوم بعد سبع سنوات من الفائدة الصفرية أن تتداول كثير من الأسهم بأسعار أعلى من قيمتها العادلة.
إذن مع الظروف الجيوسياسية الحالية يجب أن يتوقع المستثمر ارتفاع نسبة التقلبات ومع ارتفاع أسعار الأسهم أصلا يجب أن يتوقع نموا أقل في أحسن الأحوال. وفي هذه الأوضاع تكون السياسة الاستثمارية المثلى هي “الانتقائية” selectivity ويقصد بها اختيار الأصول في المحفظة بعناية لجني عوائد معقولة.
أين تكمن الفرص؟
أولا: خارج نطاق الأسواق الأمريكية (أسعارها مرتفعة ومن المتوقع حدوث هبوط شامل)، حيث تعتبر الأسعار مغرية أو أقل من قيمها العادلة وتحديدا في أوروبا واليابان لأن بنوكها المركزية ما زالت تنتهج التيسير الكمي.
ثانيا: الأسواق الناشئة حاليا أسعارها معقولة لكن لا يزال ارتفاع الدولار وهبوط أسعار السلع وتباطؤ الصادرات هو التحدي الأكبر لإمكانية تحقيق عوائد مرضية. وبالتالي فعلى المستثمر انتقاء أصول هذه الدول بمساعدة خبير استثماري متخصص في أسواقها أو صناديق المؤشرات الخاصة بها.
ثالثا: ينصح المستثمر بتحويط hedging العملة المستخدمة في استثماراته الدولية سواء كانت باليورو أو الاسترليني أو الين أو غيرها، وفي الوقت الحالي لا تزال السياسة النقدية ترجح صعود الدولار الأمريكي ما يعني أن الاستثمار بعملة اليورو مثلا يحدث تآكلا في قيمة العائد الذي يحققه المستثمر في استثماره في أوروبا.
رابعا: على المستثمر أن يكبح توقعاته الربحية في هذه الظروف حيث إن ما سبق ذكره يشير إلى ذلك. فعلى مدى السنوات الماضية كانت صناديق المؤشرات index funds (صناديق تلقائية غير مدارة) هي الأفضل أداء فإن هذه السنة يفضل تخير صناديق مدارة لتحقيق الانتقائية الصحيحة. أود التنويه إلى أنه من مصلحة شركة مثل بلاك روك (تدير أصولا بأكثر من أربعة تريليونات دولار) أن تشير إلى هذا التوجه إذ إنه يبدو منطقيا في الوقت الحالي.
خامسا: الإقبال المتنامي على الأصول المدرة للدخل سواء في فئة أسهم التوزيعات (مثل شركات الكهرباء والاتصالات وغيرها) أو السندات أو صناديق عقار الدخل أو غيرها وهنا أشير إلى أهمية الموازنة بين العائد والمخاطر المصاحبة لهذه الاستثمارات.
سادسا: أخيرا ننصح بتنويع المحفظة بشكل كاف ما بين الأسهم والسندات مع مراعاة ما تمت الإشارة إليه في النقاط السابقة.
أرجو لجميع المستثمرين سنة موفقة وحظا طيبا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي