مستثمر جديد؟ .. البداية الصحيحة

عندما نقوم بالاستثمار يجب اتخاذ نظرة شمولية وأن يتم التعامل معه بأسلوب المحفظة. سواء أكنت فردا أم شركة أم مؤسسة وقفية أم خيرية فمن المهم وضع خطة متكاملة لاستثماراتنا تشمل الهدف من الاستثمار، والزمن الاستثماري، والعائد المتوقع، إضافة إلى حساب مستوى المخاطر المصاحب لهذا الاستثمار.
الهدف الاستثماري له شقان: هدف كيفي وهدف كمي، الكيفي يعنى بأهدافنا الحياتية مثل نفقات التعليم أو الزواج "للأفراد" أو التوسع في النشاط التشغيلي وزيادة المنتجات "في الشركات". أما الجانب الكمي فيقصد به تحديد المبلغ المستهدف تحقيقه مسبقا لتتمكن من تغطية الأهداف الكيفية.
الزمن الاستثماري عنصر في غاية الأهمية لأنه يحدد إمكانية تحقيق الهدف خلال الفترة المتاحة، فمثلا لو رغبت في دخول سوق الأسهم لتحقيق عائد تغطي به مصروفات إجازة موسم الصيف "ويحدث هذا كثيرا بين جمهور المستثمرين"،
فينبغي أن تحدد كم شهرا أو أسبوعا أمامك لتحقيق هذا الهدف، وسيترتب عليه كذلك أسلوب الاستثمار سواء بشكل مضاربي أو انتقاء شركة بناء على أخبار مستقبلية قريبة أو توقعات أخرى. وتترتب عليه كذلك فئة الأصول المناسبة لهذا الهدف في غضون تلك الفترة المحددة.
العائد المتوقع يمثل نقطة مهمة غالبا ما يتساءل عنها المستثمر بتجرد تام دون احتساب عناصر مهمة أخرى. ويعرف العائد المتوقع بأنه المقدار الذي ترغب في الحصول عليه خلال الزمن الاستثماري من خلال الدخول في استثمار له عوائد متفاوتة. وطريقة حسابه كالآتي: مثلا، لو استثمرت في سهم محتمل (بنسبة 50 في المائة) أن يعطي عائدا 10 في المائة ومحتمل (بنسبة 50 في المائة) أن يحقق 5 في المائة خسارة فإن "العائد المتوقع" يساوي حاصل ضرب نسب الاحتمالات في العوائد المتوقعة ويساوي (0.5x0.1 + 0.5x -0.5) والناتج هو 2.5 في المائة ـــ بمعنى أن استثمارك في هذا السهم يحمل عائدا متوقعا نسبته 2.5 في المائة فقط. وحساب توقعاتنا قبل الدخول في أي استثمار مهم جدا لاحتواء مسارنا الاستثماري (فضلا عن مشاعرنا تجاهه) وقراراتنا أثناء هذه الرحلة. أيضا من المهم التيقن من أن العائد المتوقع مبني على بيانات تاريخية غير مضمونة وقد لا تتكرر مستقبلا.
وأخيرا ــــ وليس آخرا ــــ فإن كل استثمار مهما كان "آمنا" فسيصحبه مقدار معين من المخاطر ولا يجرؤ أي محلل صادق على التأكيد بضمان العائد تحت أي ظرف.
عبارة المخاطر الاستثمارية لها تعريف علمي بينما يتناقلها الجمهور بمعان متفاوتة.
تعريفها في الإطار الاستثماري هو احتمال ألا يتحقق العائد المتوقع من استثمار ما أو احتمالية حدوث شيء غير مرغوب.
مستوى المخاطر أشبه بخريطة الزحام المروري التي تنظر إليها قبل أن تسلك طريقا ما. فمثلا مستوى المخاطر يبين لك نسبة التذبذب السعري Price Volatility الذي يتصف به سهم أو سند معين بحيث تكون جاهزا للتقلبات دون أن تصاب بخيبة أمل أو دوار ذهني. أيضا مستوى المخاطر يعطينا نظرة عن عدد المرات (أو الاحتمالات) التي واجه فيها السهم أو السوق هبوطا قويا في مراحله الزمنية.
كانت هذه نظرة شاملة ومختصرة (جدا) يمكن اعتبارها خريطة طريق مبدئية لأي مستثمر جديد ومن بحاجة إلى أن يعرف البداية دون البحث بين نصائح الأصدقاء و"المجربين".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي