هاشتاق «الهجرة»

أثار الهاشتاق #هجرة_مليون_سعودي زوبعة من التفاعلات والتغريدات في "تويتر" وكان بعضها هادئا لكن الأغلبية انبرى متحمسا بقناعاته الشخصية حول أسباب هجرة بعض السعوديين إلى خارج البلاد.
وربما من المفيد تناول الموضوع بشكل علمي في البداية حتى نضعه في إطار يسهل من بعده الحكم بتعقل.
يطلق لفظ "الهجرة" على أي شخص ترك موطنه الأصلي لينتقل للعيش في بلد آخر بطريقة نظامية، (وفي أحوال كثيرة تكون الهجرة غير نظامية). وتختلف قوانين الهجرة بين بلد وآخر ولكل دولة أنظمتها في هذا الشأن.
بالنسبة للأسباب الرئيسة خلف حركات الهجرة من الموطن الأصلي:
- فرص العمل والكسب.
- الحروب والصراعات الداخلية.
- اللجوء السياسي.
- أسباب اجتماعية.
- البحث عن مستوى معيشي أرقى.
- التعليم.
- تسلسل الانتقال مع الأسرة ثم السلالة.
- الزواج من مواطنة/ في بلد الهجرة.
ووفقا لإحصائية حديثة صادرة عن الأمم المتحدة بتاريخ كانون الأول (ديسمبر) 2015.
Department of Economic and Social Affairs فإن المناطق الأكثر استقبالا للمهاجرين بين عامي 2000 و2015 كانت كالآتي:
دول آسيا 26 مليون مهاجر؛ قارة أوروبا 20 مليون مهاجر؛ أمريكا 14 مليون مهاجر؛ قارة إفريقيا ستة ملايين مهاجر؛ أمريكا اللاتينية وأستراليا ثلاثة ملايين مهاجر (لكل منهما).
وتشكل فئة الإناث أقل من نصف العدد الإجمالي للمهاجرين بنسبة 48 في المائة تقريبا وكانت أوروبا هي الأكثر استقبالا للمهاجرات تليها أمريكا الشمالية. ولم تظهر معظم الدول العربية في الإحصائية ناهيك عن المملكة. بالنسبة للفئات العمرية للمهاجرين فتباينت حسب بلد المهجر فكانت الفئة الشبابية هي الأضخم في إفريقيا (العشرينيات)، بينما غلبت فئة عمر الأربعينيات على مهاجري أمريكا وأوروبا وأستراليا.
نأتي لجنسيات المهاجرين وأغلبيتهم في سن العمل والشباب فكانت بالترتيب الآتي (من الأعلى):
الهند، المكسيك، روسيا، الصين، بنجلادش، باكستان، أوكرانيا، الفلبين، سورية، بريطانيا، أفغانستان، بولندا، كازاخستان، ألمانيا، إندونيسيا، فلسطين، رومانيا، مصر، تركيا، أمريكا الشمالية. بالعودة للخبر الذي نشرته جريدة "الحياة" (تاريخ 20/2/2016) تجدر الإشارة إلى أن مصدر "المعلومة" غير مذكور وقد أثار لغطا بعد صدورها من أحد أعضاء مجلس الشورى يدعو فيه لدراسة وبحث هذه الهجرة ومحاولة علاج أسبابها. وفي حال ثبوت المعلومة من مصدر موثوق فيجدر إجراء دراسة فورية لبحث أسباب الهجرة التي ربما تمت في فترة وجيزة نسبيا وبوتيرة متسارعة. وكعادة مغردي "تويتر" فقد اجتهدوا في عرض مرئياتهم خلف هذه الأسباب التي تركز أغلبها حول النمط المعيشي والقيود المجتمعية والفرص الاقتصادية وغيرها. لا يختلف اثنان على أن الأرض كلها لله وأن القيود الجغرافية والسياسية هي من صنع البشر فكوننا ولدنا نحمل جنسية الوالدين وبالتالي لا يحق لنا العيش في بلد هو أمر يخضع لمجموعة قوانين وضعية ظهرت في القرنين الأخيرين لأسباب جغرافية وسياسية وأمنية واقتصادية.
كذلك لا يحق لأحد التشكيك في وطنية أي مواطن سواء اختار البقاء أم المغادرة، لأن الهجرة أو الانتقال لمكان آخر هو قرار شخصي وأسري لا يقلل من إخلاص المواطن لوطنه الأم أو البلد الذي نشأ فيه. وفي النهاية من المهم الإحاطة بالموضوع ومعرفة حيثياته وإحصاءاته قبل إبداء الرأي فكلما اطلعنا على الأرقام والبيانات يظهر لنا الحجم الحقيقي لأي مشكلة أو ظاهرة ويسهل تكوين رأي مبني على معلومات عوضا عن الآراء العاطفية أو الدرامية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي