ليلة الأوسكار

إحدى ليالي الأحد الأخيرة من شباط (فبراير) يقام الاحتفال السنوي المرتقب في صناعة السينما الأمريكية والمعروف بليلة جوائز الأوسكار التي بدأت عام 1929. هذه الليلة تعتبر إحدى أضخم الفعاليات في الأجندة الأمريكية السنوية على الإطلاق "إلى جانب مباراة نهائي كرة القدم وأسبوع الموضة في نيويورك"، حيث تتجمهر فيها خلاصة شهور وربما أعوام من العمل الفني الشاق وجميع عناصره من فرق ضخمة وميزانيات كبيرة وممثلين عمالقة وتقنيات متطورة.
وإلى جانب كونها أحد أقوى عوامل الضغط على الرأي العام الأمريكي تعتبر صناعة السينما الأمريكية من أهم القطاعات التي توظف عناصر إنتاج متعددة من مواهب بشرية ورؤوس أموال وتقنية فنية متطورة. وخلال ليلة الأوسكار تتم تسمية مجموعة من الأفلام الفائزة بالتمثال الذهبي الشهير وفقا لعدة عناصر درامية وتمثيلية وإنتاجية.
صناعة السينما في العالم لا تقف عند أمريكا وإن كانت أشهرها وأقواها تأثيرا، ويعتبر شباك التذاكر "لفظ يطلق على أرباح مبيعات التذاكر للفيلم الواحد" عنصرا أساسا في نجاح الفيلم، لأن العائد على الاستثمار في هذه الحالة يقاس من خلاله لمصلحة الشركة المنتجة. وإجمالا القطاع يتصف بالتعقيد الشديد وعدد هائل من المسميات والمهام الوظيفية التي تدخل في المخرَج النهائي بداية من الشركة المنتجة إلى كاتب القصة والمخرج وطاقم الممثلين ومعهم جيوش من المحامين وشركات المحاسبة.
وتمتلك الولايات المتحدة أضخم قطاع سينمائي بمقياس شباك التذاكر ومعها الصين واليابان. ومن حيث عدد الأفلام المنتجة تأتي الهند ونيجيريا والولايات المتحدة أيضا. ويكمن جمال صناعة الأفلام في عمل الفريق الذي قد يفوز بجائزة أفضل فيلم متكامل في رأي النقاد ويذاع في آخر قائمة الفائزين لتختتم به فعاليات الحفل المميز.
وتتميز حفلات الأوسكار بالفخامة والترف الشديدين والأناقة حيث ينصهر قطاع الموضة مع جمهور الحفل ومعهم عدسات التصوير وأعين النقاد فيكون حكما بنجاح أو فشل دور الأزياء. وربما كانت صناعة الأزياء في الماضي تطمح إلى إلباس الرؤساء والشخصيات الاعتبارية أما اليوم فقمة طموح المصمم أن ترتدي أزياءه على "السجادة الحمراء" ممثلة فائزة أو مذيعة بارزة.
عملية الإنتاج السينمائي عملية معقدة لكنها مربحة ماديا للشركة المنتجة ولمواقع التصوير من بلديات المدن أو الدول التي يتم فيها تصوير الفيلم كليا أو جزئيا، حيث يزورها "طاقم" شهير فينزل في فنادقها ويرتاد مطاعمها وتزدحم شوارعها بعدسات الصحافة والمصورين.
أما دور السينما فتملكها شركات ضخمة وتحظى بنسب من مبيعات التذاكر تصل إلى 100 في المائة في الأسابيع الأولى من العرض وتسيطر عليها أسماء محدودة في هذا القطاع.
ويتسابق كثير من الدول للاستفادة من القطاع لأن منافعه كثيرة وتساعد في توفير فرص وظيفية دائمة وجزئية لفئة الشباب خصيصا، وللكتَّاب "الذين نادرا ما يجدون وظيفة أو عملا ثابتا" ولمتخصصي الإعلام من مخرجين ومصورين وغيرهم.
لكننا لم نستفد من هذا القطاع رغم توافر الطبيعة المغرية في كثير من مواقعها ووجود المواهب الفنية والإمكانات التقنية ورؤوس الأموال، والأهم من هذا كله الجماهير التي تتعطش للترفيه.
المهم.. كان فيلم السنة الذي فاز بجائزة أفضل فيلم هو فيلم Spotlight الذي يحكي مشوار جريدة Boston Globe الشهيرة ودورها في فضح انتهاكات الكنيسة الكاثوليكية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي