مآزق في طريق «الأخضر»
في سبتمبر ستبدأ تصفيات التأهيل إلى المونديال الروسي 2018، وولاية المجلس الحالي للاتحاد السعودي لكرة القدم، تنتهي بعد ذلك بثلاثة أشهر، وطبعي أن يبدأ العمل من بعد مباراة الأخضر أمام الإمارات لوضع خطة إعداد واضحة للتصفيات النهائية التي تستمر عاما وثمانية أشهر.
.. لسنا بحاجة إلى التأكيد على أهمية المرحلة المقبلة في التصفيات، فالحلم المونديالي يقترب، ولن يأتي لوحده ما لم نحث الخطى إليه، وعلينا أن نسأل أنفسنا بعض الأسئلة، قبل الخوض في أي حديث، هل المنتخب الحالي قادر على تحقيق الحلم؟ وماذا يحتاج إلى ذلك؟ وكيف نردم الفجوة بين اتحاد القادم الحالي والقادم، بما لا يؤثر على مسيرة الأخضر نحو بلوغ الإنجاز المونديالي؟، وهل يتم تجديد عقد المدرب الحالي فان مارفيك من الاتحاد الجديد أم الحالي؟
.. أمام السؤال الأول والثاني، نستطيع الإجابة بوضوح، نعم لدينا نواة لمنتخب يستطيع تحقيق الهدف، بكثير من العمل، والتخطيط والإعداد الجيد، وتسخير كل القدرات في المنافسات المحلية لصالح المنتخب، في العام المونديالي كما يسميه "فيفا"، إضافة إلى أن بلوغ المونديال أسهل من النهائيات الآسيوية، بسبب أن مقاعد الإنجاز فيه أربعة ونصف، بخلاف النهائيات التي لا يوجد فيها إلا متفوق واحد في الختام. أما مربط الفرس، الثغرة المتوقعة في المرحلة الانتقالية بين الاتحادين، فاعتقد أننا أمام حلين، الأول استمرار المنتخب تحت إشراف أحمد عيد رئيس الاتحاد الحالي والمشرف الحقيقي عليه فعليا، حتى بعد مغادرته الاتحاد، وهو الرجل الذي أعلن عدم ترشحه للانتخابات، هذه آلية يمكن أن تناقش وتبحث، أما الثانية فهي تعيين مشرف على المنتخب لا ينتمي للاتحادين الحالي والقادم، يختار فريق عمله، يؤسس خطة العمل وينطلق بها للأمام، بعيدا عن أي هوة تحدثها المرحلة الانتقالية، وقبل عام كانت الفكرة مطروحة وتم تداول اسم الأمير فهد بن محمد، وهو رجل كفؤ ورياضي خبير بشؤون كرة القدم تحديدا، على أن يكون الرئيس العام لرعاية الشباب هو المرجعية طوال فترة التصفيات.
أعلم أن الفكرتين، تسلبان حقا قانونيا من مجلس الاتحاد الجديد، ولكن علينا تقديم المصلحة العامة للمنتخب، على الخاصة في مجلسي الاتحاد، وعلينا أن نتنازل قليلا لمدة عشرين شهرا، في مقابل منفعة ستدوم في الأعوام الأربعة المقبلة.
أسوأ شيء يمكن حدوثه، هو غض الطرف عن هذا المأزق، حتى يحدث، وانتظار المشكلات قبل وقوعها، فنفوت على أنفسنا فرصة ذهبية، ويخسر الأخضر فرصته في بلوغ المونديال، لأسباب ليس في مقدمتها الجوانب الفنية.
ما يخص مدرب المنتخب السعودي الحالي، الذي ينتهي عقده بعد مباراة الإمارات، تبدو المسألة محسومة، فالعقد الجديد بدأ القانونيون في اتحاد الكرة صياغته، واستمراره قرار ممتاز مع تغيير بعض البنود التي تفرض عليه العمل أغلب العام من داخل البلاد، وليس من هولندا.