برنامج التحول الوطني .. وفصائل المنظمات
تتجه المملكة لإقرار خطة التحول الوطني، وهو برنامج طموح، يساعد على نقل الدولة إداريا وماليا، إلى أهداف تتواكب مع التغيرات الحاصلة في أسعار النفط، والتغيرات السياسية والاجتماعية المحيطة بالمملكة ودول الخليج، وبرنامج التحول يتجه لتغيير إدارة الدولة للاحتياطات المالية، وتعزيز الكفاءة والفعالية، وإعطاء دور أكبر لمشاركة القطاع الخاص في التنمية.
وتشمل الخطة كذلك استحداث عدد من الأهداف مثل "مؤشرات الأداء الرئيسة" التي ستلزم الوزارات بتحقيق أهداف ملموسة، فيما يخص الإصلاحات والموازنة، ولهذا الهدف أهمية في معرفة قدرات الجهات الحكومية، تعزيز الشفافية، والمحاسبة كذلك، ودعم مبادئ الحوكمة على مستوى المؤسسات الحكومية.
ومع الدور القيادي الذي تتبوأه المجالس العليا، والمناط بها إقرار ومتابعة ومحاسبة تنفيذ البرنامج لضمان تحقيق أفضل قدر من التعاون بين الوزارات، سيبقى من الأهمية بمكان معرفة فصائل المنظمات الحكومية، وأي نمط من الإدارة لأي منظمة، وقد طرح "منتزبرج" ورقة حول فصائل المنظمات يشرح أربعة نماذج سنتناولها في ثنايا هذا المقال.
هناك أنواع من المنظمات تماما كما أن هناك نوعا من الطيور لا يجب الخلط بينها، فالنسر ليس كالشاهين. ومن هنا لا يمكننا أن نعامل هذه الفصائل المعاملة نفسها، والقياس يمكن كذلك أن يطبق على المنظمات، فالمستشفيات ليست كالمصانع، ووكالات الدعاية ليست شركات الوجبات السريعة.
قد يبدو هذا جليا، ولكن قد يحدث الخلط كثيرا بين أنماط المنظمات. وغالبا ما يخلط كذلك الاستشاريون في مجال الإدارة ويفهم نوع واحد من التنظيم ويعامل كل منظمة كأنها هذا النوع، ويقوم بتطبيق قواعده مثلا مع مستشفى بالطريقة التي يتعامل بها مع مصنع السيارات. فتقوم بعض شركات الاستشارات بتطبيق النموذج نفسه لعدد متنوع من المنظمات مع عمل بعض التغييرات الطفيفة دون فهم حقيقي لنوع المنظمة.
مفرداتنا لفهم المنظمات بحسب "منتزبرج" هي بدائية جدا. نحن نستخدم المنظمة وهي لوصف عام جدا وغير متخصص ولذا يمكن طرح أنواع المنظمات كالتالي:
المنظمة الميكانيكية (الآلة) عديد من المنظمات تعمل مثل آلات وتسعى إلى تحقيق الكفاءة، وفقا لذلك، كل شيء مبرمج بدقة وحساب للوقت الذي يستغرق تنفيذ العمل فيه.
المنظمة المهنية وهي عبر إتقان متخصص لكفاءة محددة. في المستشفيات وشركات المحاسبة، وعديد من المكاتب الهندسية، والعمل الحاسم هو المهارة ويستغرق سنوات من التدريب لكي تصل إلى عملها بشكل متميز. وهي تحتاج إلى المهارة والدقة أكثر من الابتداع.
المنظمة الريادية ونشبهها هنا كصانع اللعب الخلاق في الفرق الرياضية وهو مثال للقيادة. مرة أخرى، نحن نخلط بين الأنواع. في تنظيم المشاريع، تهيمن القيادة المركزية، بينما في فرق الرياضة هناك ما هو أكثر يدور من هذا، على النحو المقترح. وغالبا ما توجد أفضل الأمثلة على هذا النوع في الشركات الريادية التي أنشأتها الرؤى، كما هو الحال بالنسبة لستيف جوبز في شركة أبل.
منظمة المشروع هذا النوع الرابع ويركز على ذوي المهارات العالية، والمختصين للعمل في فرق، إلى توحيد جهودهم من أجل الابتكار وتحقيق نتائج في مشروع و قضية محدودة بفترة زمنية. والمثال الأبرز يمكننا التفكير في وكالات الإعلان ومختبرات البحوث: هذه وجدت في أنواع كثيرة من الصناعات ذات التقنية العالية. هنا يركز المختصون العمل على المشاريع، لخلق النواتج وهو منتج جديد.
كل من هذه الأنواع يتطلب نوعا خاصا بها من أساليب الإدارة، وسوف تجد أن الغالبية العظمى من المنظمات هي مائلة لتكون من فصيلة المنظمة الميكانيكية (الآلة)، وهي دائما ما تطرح سؤال كيف نصبح أكثر "كفاءة".؟ وكيف نجعل بيئة العمل أكثر سعادة في الوقت نفسه.
ونستنتج من نموذج "منتزبرج" أن إدارة المنظمات تختلف باختلاف طبيعتها أو "فصائلها"، ويساعدنا فهم المنظمة في فهم عملية التقييم الاستراتيجي لكل استراتيجية ومنظمة، والتساؤل حول محتوى الخطط، والهيكل والعمليات، والسياق، ومواءمة المحتوى الاستراتيجي لهيكل المنظمة والدعم والالتزام عند تنفيذ الاستراتيجية، مراعين اختلاف المنظمات والخطط والأولويات. وبالله التوفيق.