من الموسم ..
تبقت مباراة واحدة في الموسم الرياضي 2016، لا يمكن أن تغير الحكم عليه، وهنا أتحدث عن الموسم الرياضي بأكمله ولا استهدف فريقا واحدا أو بطولة واحدة. موسم كان حافلا بالمنافسة الشرسة على لقب الدوري بين فريقين، وتهاوت فيه فرق كبيرة كالاتحاد والنصر والشباب.
.. وحري بنا كمهتمين ومحبين لكرة القدم، أن نقرأ بموضوعية ما حدث في الموسم، حتى نستشرف مواسم أفضل في السنوات المقبلة، وهذا باب الحديث لما هو آت.
.. وحتى لا ننظر بعيون سوداوية للمشهد، أعتقد أننا وصلنا إلى شكل تنظيمي جيد جدا فيما يخص تفاصيل الدوري السعودي، أصبحت الأجندة مرتبة أكثر عن ذي قبل، لم نسمع احتجاجات منطقية عن الجدولة، كما يحدث في الماضي، الشكل العام للدوري أصبح منتجا جيدا يمكن أن يرتفع سعره في السنوات المقبلة على كل الأصعدة، ويسجل هذا بالدرجة الأولى لرابطة دوري المحترفين، وإن كانت بحاجة إلى تسريع إعلانها ككيان قانوني مستقل ماليا وإداريا، وتأخذ في عباءتها، اللجان المتداخلة معها في العمل مثل لجنتي المسابقات والحكام. بيئة الملاعب تطورت بشكل أفضل، لم تصل بعد للرضا الكامل، ولذلك من الأفضل إنشاء لجنة جديدة تتبع للرابطة تحت هذا المسمى، أما عن الشكل التنافسي للدوري فهو في أزهى صوره.
لدينا بطولتان أُخريان في الموسم، الأولى كأس ولي العهد، وهي مسابقة ما تزال ضعيفة فنيا، يُخيل للمتابع أنها لا تلقى اهتماما من اتحاد الكرة، غير مقنع أبدا أن يكون هناك بطل من خمس مباريات فقط، هذا أمر يخدش في المنافسة، وهنا لا بد من إعادة النظر في بطولة الكأس الثانية في البلاد، إما أن تلعب بنظام الذهاب والإياب في كل أدوارها، أو تعاد صياغتها بشكل مختلف تماما، بحيث تتحول بشكلها الحالي للاعبين المحليين فقط ويمنع الأجانب من المشاركة فيها، لتتحول النظرة إليها من بطولة تنافسية كبرى، إلى بطولة تستهدف تنمية اللاعب المحلي وإتاحة الفرصة له، وتكون اختبارا حقيقيا للأندية بدون اللاعبين غير السعوديين.
الكأس الكبرى في البلاد، تبدو أفضل وأكثر تنافسا، وخيرا فعل اتحاد الكرة بإشراك كل أندية البلاد فيها، ولكن ما يقال عن سابقتها يقال عنها أيضا، لعب المباريات من دور واحد وبقرعة تحدد مكان المباريات، أمر يخدش في الفرص المتكافئة، لذلك أقترح أن تلعب بنظام الذهاب والإياب، وسنحقق بذلك مكاسب جمة، أولها: إتاحة الفرصة لجماهير المناطق الصغيرة، بالمشاركة والتفاعل مع اللعبة، فتح الباب لمفاجآت الكأس اللذيذة بأن تطل في هذه البطولة، وفي الأخير هي كأس تحمل اسم الرجل الأول في البلاد، ومن حق كل الأندية أن تحظى بفرص متساوية في السباق نحوها.
.. البطولة الشرفية الاحتفالية، كأس السوبر، لم يمض منها إلا نسختان، حتى الآن ما زالت محل التجارب، فكرة نقلها خارج البلاد جيدة، منحتها زخما إعلاميا كبيرا، ولم يتضح بعد نجاح التجربة من عدمها، وما زلت عند رأيي السابق بتنويع مكان إقامتها بين الداخل والخارج، ومن المهم أن يختار بعناية مكانها داخليا، في أحد المصائف السعودية، وسنحقق بذلك فائدة كبيرة، تتعدى حدود الرياضة.
في الموسم الذي يلوح بيده مودعا، ظهر بعض التقدم على الحكام السعوديين، هناك لمسات واضحة من هاوارد ويب، كسرت احتكارية الأسماء التقليدية، وظهر حكام صاعدون لافتون في المنافسات، أولهم الشاب تركي السلطان، وهو حراك يبشر بخير في مستقبل الأيام.
اتحاد الكرة الجديد الذي سيتولى المهام منتصف ديسمبر، لديه ملفات مهمة تنتظره، أولها أهمية زيادة مداخيل الأندية، ببيع الأماكن الشاغرة للرعاة، إعادة تقييم التنافسية في كرة القدم السعودية، والتوزيع الدقيق للعمل بينه ورابطة دوري المحترفين.. وكل موسم رياضي وأنتم بخير.