العهد الاقتصادي الجديد .. «حتى لا ننسى» «7»

المحاور الثلاثة لـ "رؤية 2030 هي عبارة عن مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح.
تم إطلاق "برنامج التحول الوطني 2020" المنبثق عن "رؤية 2030"، كخريطة عمل كيفية وكمية لجميع المبادرات التي تصل البلاد من خلالها للرؤية النهائية. منذ أيام ذكرت في "تويتر" أنني متفائلة بهذه "الرؤية".. لماذا؟ لأن خريطة ومعايير رقمية وإقرار بالمحاسبة والرقابة في جودة التنفيذ.
المملكة حاليا تمر بمرحلة حساسة تحتاج فيها إلى عدة أمور رئيسة: الرؤية (الهدف والوجهة) خريطة الطريق (متمثلة في التحول الوطني) العنصر البشري (الكفاءات الموجودة والمقبلة) الدعم الإعلامي والمعنوي. كما ذكرت في مقال سابق، فقد تعرضت المملكة لهجمات إعلامية وتحديات متمثلة في صورتها أمام العالم، دون الخوض في التفاصيل، فقد قامت المملكة بمحاربة الشائعات ليس بالقول، بل قامت بالبدء من الداخل وألقت نظرة مجهرية بالتعاون مع جميع الأجهزة وخبراء الداخل والخارج واستعانت بالمواطنين (ملتقى التحول الوطني في الرياض) ثم طالعتنا برؤية وتوجه وخطة. هذه مجرد البداية وقد بدأت الدولة من أكثر من عامين بإصلاحات إدارية واقتصادية بعضها معلن والآخر غير ذلك.
لنعد إلى الوراء.. إلى منتصف السبعينيات.. هل يتذكر القارئ مدينة جدة بأحيائها المتباينة من وسط البلد حتى حي الحمراء شمالا (وقتئذ) عندما كنت تنظر حولك فترى رمالا وأراضي خالية بها بيوت قليلة وشارع أو اثنان معبدان، وترى الحركة التجارية متمركزة في وسط البلد؟
هل كلنا يتذكر عندما بدأت أول مدرسة حكومية للبنات في أوائل الستينيات؟ هل تذكر عندما كانت المرأة تعمل كمعلمة فقط أو طبيبة وكان عددهن كعدد أصابع اليد؟
هل نذكر عندما كان الأجانب في البلد هم من الأمريكان والبريطانيين أو شعوب شرق آسيا من الكوريين واليابانيين يسهمون في تأسيس البنية التحتية وقطاعات النفط والتنقيب والتعدين؟
هل نذكر عندما حلت الثمانينيات وبدأ الكل يحلم بنهضة تنموية ضخمة من خلال جيل جديد يتطلع للأفضل؟
أطرح كل هذه الأسئلة لأذكر القارئ الكريم بأنه قد انقضى أقل من جيلين فقط (نحو 34 سنة) منذ تلك الأيام (عام 1980) جيلان تنامى فيهما عدد السكان ثلاثة أضعاف، وتضاعف حجم الاقتصاد أربع مرات، وبلغ عدد الجامعات 39 جامعة، والمدن المأهولة 44، ووصلت المرأة فيها إلى مراتب عليا في القطاع العام، إضافة إلى توليها مهام معقدة ودقيقة في القطاع الخاص.
رغم الحجج التي يقيمها الإعلام المناهض ضد سرعة النهضة في بلادنا، ورغم إشارات الاتهام فإنه من المهم التوقف قليلا وقراءة التاريخ وعلم المجتمع السعودي بشيء من التمهل. طبعا لا أحث على العودة إلى الوراء ولا حتى التمهل عند الحاضر، لكنني أذكر بأن النهضة التقنية والاقتصادية عادة ما تفوق في سرعتها النهضة الفكرية والتنموية البشرية. في علم الاجتماع يتم تصنيف النهضة التنموية إلى ثلاث مراحل متداخلة، عادة ما تطغى واحدة منها وتلعب الأخريان دورا خلفيا. هذه المراحل هي:
المرحلة المادية Physical Stage
المرحلة الحيوية Vital Stage
المرحلة الفكرية Mental Stage
.. التتمة في المقال القادم إن شاء الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي