زيارة الخير .. مشاريع وطنية بآفاق عالمية
تحتفل السعودية في جميع أرجائها بزيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز للمنطقة الشرقية، فلقد تعود أبناء هذه الوطن من قادتهم مثل هذه الزيارات، وكل زيارة تأتي دائما بالخير والبركات، وتنتهي بالدعوات لخادم الحرمين الشريفين، ففي كل زيارة لمنطقة أو مدينة يفتتح الملك مشاريع وطنية عملاقة يصل خيرها إلى أطراف البلاد في الجهة الأخرى من الخريطة، فكل مشروع يضع الملك حجر الأساس له هو وعد حقيقي بوظائف لأبناء البلد، وكل طريق يفتتح ويمهد هو فعل حقيقي لحركة سياحية واقتصادية شاملة، وكل مستشفى يدشن هو وفاء بوعد للعلاج. وكل هذه المشاريع حق مشاع لأبناء الوطن جميعا.
وفي هذه الزيارة الملكية للمنطقة الشرقية سيفتتح ويدشن خادم الحرمين الشريفين عددا من المشاريع التنموية والاقتصادية العملاقة جدا، وعلى الرغم من حجم المشاريع وعددها الكبير، إلا أننا سنشير هنا إلى مشاريع الإسكان في الأحساء ومشروع "ضاحية الأصفر"، وهو مشروع سكني متكامل يتكون من 100 ألف وحدة سكنية. ومن بين أهم المشاريع التي سيدشنها الملك سلمان بن عبدالعزيز مشروع منيفة، وهو حقل نفطي ضخم يعد خامس أكبر حقول النفط في العالم، ويتضمن 13 منصة بحرية لإنتاج النفط. وفي جانب مشاريع النفط أيضا سيتم تدشين حقل خريص، وهو أحد آخر الحقول الكبيرة العملاقة التي تم اكتشافها في العالم كله، ويحتل مرتبة متقدمة من حيث الحجم بين حقول النفط في أرجاء الأرض كافة، ويجاور أكبر حقل للبترول في العالم على الإطلاق، وهو حقل الغوار، ما يعني أنها مشاريع وطنية بآفاق عالمية. كما سيتم تدشين معمل الغاز في واسط شمال مدينة الجبيل الصناعية، وبتدشينه سيتم رفع طاقة معالجة الغاز في المملكة بنسبة 20 في المائة، وبهذا تتقدم المملكة خطوات واسعة في تحقيق "رؤيتها لعام 2030" في جانب مضاعفة إنتاج الغاز، ثم إنشاء شبكة وطنية للتوسع في أنشطة توزيعه.
ومع هذه المشاريع الاقتصادية الضخمة جدا، ترسل حكومة المملكة العربية السعودية للشعب وللعالم بأسره رسالة بأن الاقتصاد السعودي بحالة ممتازة جدا، وهو يقوم على سواعد أبنائه البررة، الذين يدافعون عنه وعن حدوده، وفي الوقت نفسه يعملون ليل لنهار لاكتشاف خيراته وبناء الإنسان وتعليمه، فهذا حقل واسط للغاز مثلا يتم تشغيله الآن بأيد سعودية بنسبة 100 في المائة، ويوجد حاليا أكثر من 400 موظف يعملون في معمل الغاز في واسط وفي كل القطاعات الهندسية، بمن في ذلك مهندسو الكيمياء والميكانيكا والكهرباء ومختصو الأجهزة والمعدات، ونخبة من الموظفين من ذوي الخبرات الطويلة إلى المتوسطة كي يتمكنوا من نقل معرفتهم وخبراتهم للموظفين الجدد من خلال التدريبات والتوجيه والإرشاد وتقديم الاستشارات المهنية والفنية والمساعدة على أداء الأعمال، علما بأن بعضهم يشغل مناصب قيادية كرؤساء أقسام أو وحدات.
فهذه المشاريع بتنوعها مشاريع اقتصادية تضعنا أمام مستقبل اقتصادي آمن جدا بفضل الله ومنته علينا، على الرغم من المتغيرات الاقتصادية الضخمة من حولنا، وإذا كانت الحكومة السعودية تعمل على إصلاح النظام الاقتصادي اليوم وبحزم فليس ذلك لوجود مشكلات اقتصادية، بقدر ما هي مسألة مهمة للتنظيم الاقتصادي الهادف للوصول إلى أفضل استخدام للموارد، والثروات. فإصلاح النظم الاقتصادية وتطويرها ضرورة حتمية مرحلية بغض النظر عن كفاءة الدخل ومستويات الثروة. والمشاريع التي سيدشنها خادم الحرمين الشريفين دليل ساطع على متانة الاقتصاد وعمقه، والثروات المدفونة في أرضه، على أن هذا لم يمنع خادم الحرمين الشريفين من المضي قدما في طريق الإصلاحات الاقتصادية.