المنافذ البرية

تحدث وزير الصحة مع إحدى الشابات التي كانت تعمل في مركز اتصال الوزارة وسألها عن مجموعة من الأمور التي يفترض أن تعرفها عن العمل والخدمات، وحاول أن يحرجها ليعرف كيف تتصرف حيال أسئلة غير متوقعة من أي متصل، كان هذا في تسجيل مشهور سمعه أغلبنا. كانت قناعتي دائما تبدأ من النظر إلى مداخل المؤسسة سواء المادية أو البشرية لتحكم على مستوى الأداء فيها، موظف السنترال واحد من أهم عناصر تقويم الخدمة في أي جهاز.
تذكرت تلك المكالمة في وقت توجه كثير من المواطنين إلى دول تجاورنا لقضاء الإجازات، وقت تجذب فيه مناطق المملكة مزيدا من القادمين من الخارج خصوصا الحرمين الشريفين. تبلغ المنافذ البرية للمملكة خمسة عشر منفذا بريا على حدودنا مع الدول المجاورة. هذا العدد على الرغم من ضخامته، إلا أنه لا يمكن أن يعفينا من مناقشة حال هذه المنافذ والخدمات المقدمة فيها.
بعث لي صديق برسالة وأرفق بها مقطعا يصور الزحام الذي وصل حدا دفع بالناس للانتظار ساعات في أحد منافذنا المجاورة لدولة خليجية شقيقة. كان المشهد سيئا ولا يمكن أن تمثله تلك المباني من الصفيح أو الشوارع المهملة أو مواقع الخدمة غير المجهزة لراحة الناس في بلادنا. ثم إن صديقي صور لي الجهة المقابلة من المنفذ، وكان الفرق واضحا. منفذ مصمم ومجهز على أعلى المستويات وخدمات راقية تجعلك تشعر بالخجل.
أغلب من يستخدم هذه المنافذ يلاحظ ذلك، صحيح أن أغلب المنافذ تقع بعيدا عن المدن والمراكز الرئيسة، لكن هذا لا يعني أن نهملها بالشكل الذي نشاهده والأسوأ عندما نقارن الوضع بجيراننا، قد يقول قائل، إن كثرة عدد المنافذ هي السبب، لكنني أزعم أن الوزارات لو اتفقت فيما بينها مع وزارة المالية ووضعت تصميما موحدا لكل المنافذ تؤدى فيه الخدمات بالشكل الملائم وتتم صيانته وتجهيزه والرقابة عليه من قبل جهة موحدة لكان المنظر مختلفا جدا.
المسيء في هذه الحال أن أول ما يشاهده الزائر من البلاد هو هذه المنافذ التي سترسخ في ذهنه مهما بقي في المملكة، بل إنه سيعود لبلاده مرورا بها فهي أول وآخر ما يشاهد، ومنها يحكم الناس على البلاد بشكل عام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي