البدايات للفكر
البداية لدوري جميل للمحترفين مختلفة، ليست كما توقعها الرياضيون، والصراع بين أندية المال والشهرة والحضور الجماهيري الكبير وتلك التي تصارع من خلال النزر اليسير من المال وتحاول جاهدةً أن يكون للفكر محله وفعله في ميزان المعادلة، الباطن يهزم الاتحاد القادم من حفر الباطن، يضرب بقوة ويتحدث رئيسه ناصر الهويدي بأن مبلغ أجانب فريقه الستة أقل من مبلغ نجم واحد لدى الأربعة الكبار. فرق كبير بين الممكن والمستطاع وظهر متحسراً ومستغرباً من هذا الهدر الكبير. لم تكن هذه الصورة الوحيدة التي شدت الأنظار في مشوار البداية بل كان للاتفاق حضوره ورقص مشجعوه فرحاً على الأهلي الذي كان يقدم حارسه العويس بعد معركة شد وجذب وطول مراس مع نادي الشباب ولجان اتحاد كرة القدم. هزاع الهزاع ومولد نجم كبير وهداف متمكن لم يطلب من ناديه الكثير ولم يرهق ميزانيته لكنه قدم الصدق والعرق والجهد واستثمار الفرص ليصبح عنوان الفرح. أما القادم من المدينة المنورة أحد وخلفه مدرج الجبل فخلطة التميز والطموح ما بين مدربه الوطني عبد الوهاب الحربي وكذلك رئيس النادي الذي وضع ثقة مدرج الجبل فيه ثمرة هذا التناغم الجميل آتت ثمارها رطبة يانعة فكانت النقاط الثلاث أمام الشباب وعلى ملعبه في الرياض، فكانت الفرحة والمعنويات المرتفعة ومشوار مجد جديد عنوانه اللعب على المستطاع ووفق الإمكانيات المتاحة رسمت الفرحة وكانت للمثابر ولمن تعب طعمها كالشهد المصفى وأثرها لدى المشاهد أبلغ وأقوى، بل إن من لم يتابع في السابق البدايات بحجة ضعفها بات يسأل ويتابع فالدوري لا كبير فيه سوى من يبذل المهر الغالي وهو الركض والفكر الفني المميز داخل المستطيل الأخضر ولا عزاء لمن يسوق لنجم كاسح أو بقايا نجومية، اضمحلت فالعنوان الكبير الذي رسمه اتحاد كرة القدم مبلغ لاعب واحد تستطيع أن تأتي به بنصف فريق يمثلون الشعار ويرفعون من قيمته الفنية داخل الملعب. تغيرت المعادلة والميزان لا يكذب فالمتفوقون هم من وظفوا القرار لصالحهم ولرفعة فرقهم فتميزوا وكانت النتيجة غير متوقعة ولم تكن في الحسبان، ففرق الوسط بقيادة التعاون لن تترك الميدان وتركن لصوت إعلام الأندية بل ستسجل حضورها وهيبتها في سابقة جديدة لم تعهدها مسابقات كرة القدم السعودية من قبل، فالزعامة والانتصار سقطتا من الفرق الكبيرة مبكراً ماعدا النصر والهلال اللذين تمسكا بشيء من بريق القوة التي لا نعلم هل تستمر في باقي الأسابيع أم لا؟