مهارات وخبرات مفيدة لطلاب الثانوية
تعتبر المرحلة الثانوية من أهم المراحل العمرية، وهي مرحلة انتقالية مهمة من التعليم العام إلى التعليم العالي، تراكم الحياة خبرات ومعارف كثيرة، أحاول استعراض بعض المواد والمعارف وكذلك بعض التجارب التي أقترح خوضها لطلبة الثانوية على مستوى التطوع والبيئة والعمل، وعلى الرغم من أهمية المواد التي تمت دراستها طوال الفترة الماضية في التعليم العام، إلا أن هنالك عددا من المهارات والمعلومات والمعارف في بعض المجالات ستساعد الطالب على ردم الفجوة المعرفية، على مستوى اتساع المعارف والخبرات، وتمكين الطالب في الفترة الجامعية من العمل بدوام كلي أو جزئي أثناء دراسته الجامعية، ولذا حصوله على المعارف التالية سيساعده بشكل كبير على الوصول إلى فرص أكبر للعمل أثناء وبعد دراسته، وكذلك إدارته لعمليته التعليمية بشكل أكثر ثقة، وإمكانية افتتاحه مشروعه الخاص كذلك مستقبلا، ويمكن تلخيص مجمل المواد والمهارات والمعارف كالتالي:
إدارة المشاريع: وهو محتوى وتخصّص يتعلق بتنظيم وإدارة الموارد، مثل الموارد البشريّة، بالطريقة التي تمكن إنجاز المشروع باحترام مضمونه المحدد وبمراعاة عوامل الجودة والتوقيت والتكلفة. تضيف إدارة المشاريع إلى الدارس محتوى الإنجاز والتوقيت وهو محتوى مهم ومفيد، ويسمح للطالب بتوسيع معارفه وإمكانية دخوله الأسواق عادة ابتداء من الإنشاءات وحتى الشركات التي تعمل على المشاريع باختلاف أنشطتها.
التخطيط الاستراتيجي: وهو على اختلاف تعريفاته يمكن القول بشكل مبسط إنه عملية رسم الأهداف والغايات وكيفية الوصول إليها بالطرق والوسائل المتاحة، ودراسة الأبعاد الداخلية والخارجية للمنظمة. تفيد مادة التخطيط الاستراتيجي دارسها بالتفكير الجمعي والمتخصص، وكذلك التفكير بالأنماط وموقع المنظمة، والمنافسين وبالتالي تنقله إلى مرحلة أعلى من مرحلة إدارة المشاريع.
الكتابة الإبداعية باللغتين العربية والإنجليزية: تعتبر الكتابة الإبداعية ضرورة بكلتا اللغتين، على اختلاف مناهج تلك الكتابة من الكتابة في مجال الأعمال مرورا بالكتابة العلمية المتعمقة، وصولا إلى الكتابة الأدبية الرفيعة. إن التدرب على الكتابة ليس بالأمر الصعب، وأدوات ذلك متاحة مثل شراء القواميس المتخصصة، ومتابعة أبرز الكتّاب، والقراءة الكثيرة، لا تزال اللغة مفتاحا من مفاتيح صناعة أي محتوى، بدقتها وسلاستها ووصولها إلى الهدف المنشود، وتأثيرها في القارئ، لذا التمكن من الكتابة الإبداعية باللغتين العربية والإنجليزية، مفتاح مهم للطلاب لحصولهم على وظائف عديدة، ناهيك عن تقدمهم وتميزهم خلال دراستهم الجامعية.
الريادة: عملية تحديد مشروع تجاري معين للبدء به والتركيز عليه وتوفير الموارد اللازمة وتنظيمها وتحمل المخاطر في سبيل تحقيق ربح مالي، وتعرف أيضا على أنها عملية إنشاء منظمة أو مجموعة منظمات جديدة أو تطوير منظمات قائمة، وهي بالتحديد إنشاء عمل أو عدة أعمال جديدة أو الاستجابة لفرص جديدة عامة.
برمجة التطبيقات: تعتبر برمجة التطبيقات كذلك من المهارات المهمة، التي يمكن في حد ذاتها أن تجد لك مجال عمل متخصص ومربح جدا، حال وجود فكرة متميزة وتحظى بطلب عادي، أو تقدم خدمة ليست موجودة، أو تربط بين بعض الخدمات الموجودة، أو تردم فجوة موجودة في بعض المنتجات أو الخدمات، أو تجد حاجة جديدة في المجتمع، ينطوي عليها احتياج جديد.
اعمل بوظيفة مؤقتة: العمل في مجال البيع أو الخدمات، أو حتى الأعمال على الإنترنت وخدمات العملاء تكسبك مهارات كثيرة ومعارف متنوعة، علاوة على أنها تسهم في تعزيز دخلك الشخصي للوصول إلى جزء من الحرية المالية، والإدارة المالية لحياتك الشخصية، ناهيك عن أنها ستشعرك بقيمة العمل وقيم أخرى تتعلق باحترام الوقت والانضباط والمثابرة.
تفاعل مع البيئة: التفاعل مع البيئة والطبيعة يكسب الإنسان أحاسيس جميلة بانتمائه إلى إنسانيته وغريزته الطبيعية في عمارة الأرض، التطوع في برامج وحملات التشجير، أو حتى على مستوى المنزل أو البناية، من مبادرات تتعلق بالبيئة والطبيعة على أبسط مستوى، تحقق شعورا جميلا واتصالا بالحياة من حولك، احرص على وجود بعض الطبيعة داخلك ونمّه دائما.
يمضي العمر بشكل سريع، ومع وسائل التواصل الاجتماعي، والألعاب الإلكترونية التي تغري طلبة الثانوية، يمكن تخصيص جزء كبير من تلك التقنيات إلى معززات تعليم وتفاعل مع البيئة، وكذلك طرق ووسائل للحصول على عمر "عريض"، أي إنجاز عدد من الأهداف في الوقت نفسه، وتحقيق مدخولات إضافية، ولا سيما مع تعدد الفرص التي يمكن من خلالها الحصول على مدخول إضافي. يتبقى التنبيه على ألا يتعلق طلاب الثانوية بالشاشات المتعددة من هواتف وحواسب وألواح إلكترونية، بل أن يتفاعلوا مع البشر حولهم، عائلتهم، وأصدقائهم، وبيئتهم والحياة حولهم، كل هذه ستولد القائد والعالم والمتميز داخل كل طالب.
أختم برسالة إلى الآباء، بتحفيز أبنائهم في كل مشروع ومهارة، يرغب في تعلمها الأبناء، لأن ذلك التحفيز والتشجيع سيؤدي - بحول الله - إلى إيجاد جيل قيادي ومبدع.