"صوموا تصحوا"
هذا حديث ضعيف لكن معناه صحيح.
هناك عوامل "عبادات وعادات" مشتركة بين الأديان مستمدة من خالق الإنسان لمعرفته "سبحانه" بطبيعة جسم الإنسان وما هو مفيد له.
ومن أهم تلك العوامل المشتركة هو الصيام، حيث تكاد لا تخلو ملة من الملل دون أن يكون من ضمن تعاليمها الصيام "باختلاف الوقت وعدد الأيام". بل إن عند أسلافنا "العوام" ما يسمى الحجبة وكانوا يعالجون كثيرا من الأمراض بالامتناع عن أطعمة معينة. وأغلب ما تنتهجه المصحات العالمية الحديثة هو التطبيب بالصوم لدرجة أنه يوجد ما يسمى بمستشفيات الصوم، حيث إنهم يحرصون على عمل حميات مقننة كثيرا ما تكون صعبة على المريض تطبيقها ولكن منهم من يجني من هذه الحميات فوائد كثيرة. ولمن لا يستطيع عمل تمارين رياضية لضيق وقته "وهذا خطأ" أو لعارض صحي فأنصحه بقلة الأكل وكثرة الصيام لأن "المعدة بيت الداء" "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه" "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه". وكل هذه هي توجيهات نبوية.
فالصيام عندنا عبادة نتقرب بها إلى الله وعند كثير من الأديان تكفير واستغفار وعند بعض الحكماء صحة للأبدان.
وكان لشيخنا في الطب ابن سينا وصفة طبية لبعض الأمراض وهو الصيام ثلاثة أسابيع لعلاج السكر والنقرس ويعتقد أن الجراثيم يقل تكاثرها بقلة الأكل وقد تنبه بعض حكماء الغرب لفائدته مثل:
مسترك كلارك: مدير الأمن القومي في عهد نيكسون لقد كان الصوم سببا في اعتناقي للإسلام لأنه كان علاجا جذريا لمرض الصداع النصفي "الشقيقة" الذي عانيته على مدى سنين عمري الطويلة دون أن يفلح علاج من العلاجات في خلاصي منه وعندما قرأت قول النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ بدأت الصوم الإسلامي فما أن انتهى الشهر حتى اختفى الصداع نهائيا.
وسأذكر أمثلة بسيطة لبعض الأديان وتركيزها على الصيام:
ـــ المسيحية: "لا يوجد نص في الكتاب المقدس صيام 40 يوما من عيد الفصح ثم زيدت لتصبح ستة أسابيع بما يسمى الصيام الأكبر وهم يمتنعون عن أكل معين مثل اللحوم والسمك والألبان".
ـــ اليهودية: يوم الغفران هو صيام 25 ساعة متواصلة يصومون في ذكرى هرم هيكل سليمان وفي يوم وفاة موسى ويصوم العريس والعروس بعد عرسهما ويوم وفاة الوالد.
ـــ الهندوسية: صيام الفصول تسعة أيام يصومون من الغروب حتى الشروق فقط عن الأكل ويسمح بالسوائل وعندهم صيام طويل فقط عن اللحوم.
ـــ البوذية: يعتمد صيامهم على الشهر القمري يمتنعون عن مأكولات معينة والعمل ويعدون الطعام قبل الشروق ليتناولوه عند الغروب.
- الفراعنة: يصومون للنيل لأنه مصدر الخير يصومون أيام الحصاد 30 يوما من الفجر إلى الغروب.
أرأيتم كيف حرص معظم الأديان على الصوم؟!
نصيحتي لكل عاقل أن يكثر من صيام النفل بعد رمضان لأنه عبادة وكفارة وصحة.
ويحرص أن يكون من الأتقياء الأنقياء الأخفياء ليكسب الأجر والصحة.