في كيفية التعامل مع الشركات الاستشارية
تحصل الشركات الاستشارية على عقود كبرى في جميع أنحاء العالم، ومن المهم معرفة كيف تتم إدارتها ليتم الحصول على النتيجة المرجوة، وتختلف الأساليب المتبعة مع تلك الشركات بحسب القيادات في المنظمة، وعمقها في مجال التخصص ومدى احتياجها، ويلعب عامل الوقت دوراً مهماً في جودة المخرجات وكذلك نوع الإدارة.
نقصد هنا بالشركات الاستشارية تلك الشركات التي وضعت لنفسها مكاناً ضمن الشركات العالمية بمختلف تخصصاتها وأنماطها مثل الدراسات الاستراتيجية والتدقيق والخدمات الاستشارية، مثل هيكلة الشركات والمؤسسات الحكومية، الاستشارات في المجالات التعليمية والاقتصادية والصحية والرياضية والأمنية والإدارية والزراعية وغيرها من التخصصات أو المجالات.
هذه الصناعة تقدر بمليارات الدولارات وتستحوذ مجموعات محددة من الشركات في أوروبا وآسيا وأمريكا على العقود الدولية، وتصنف بحسب مجالها وخبراتها، وأيضا نوع المنتجات من دراسات إلى مشاريع إلى شركات تهتم وتركز فقط على التنفيذ.
بعض النصائح التي يمكن أن تقدم، وهي ليست نصائح ثابتة؛ بل تعتمد على السياق والمشروع والمجال، ويمكن طرحها كالتالي:
أولاً، اعرف نفسك: يجب على الشخص أو المؤسسة التي تتعامل مع الشركات أن تعرف نفسها وذلك من معرفة حدودها وإمكاناتها وقدراتها من أجل معرفة كيف يمكن أن تدير تلك الشركات، ومعرفة الحدود والصلاحيات وإمكاناتها وقدراتها حتى تستطيع التفاعل مع الشركات، وإلى أي مدى يمكن التوسع في المشاريع، حتى لا تقوم الشركات الاستشارية بتقديم نطاقات خارجة عن الصلاحيات أو القدرات.
ثانياً، اعرف موضوعك وماذا تحتاج: بحيث إذا لم تكن تعرف ما تريد فمن الأفضل ألا تقوم بالتوجه إلى تلك الشركات، فكما يُقال لا رياح مواتية لمن لا وجهة له. ولذا إمضاء وقت لمعرفة تلك القضية والبحث فيها مهم جدا قبل إيكالها للشريك الاستشاري وذلك لأن الحكم على جودة الدراسة، بعد أن قمت بالبحث، يجعل حكمك أكثر نضجاً وأعمق، مع رفض الدراسات أو النتائج التي تخرج عن النطاق.
ثالثاً، لا تذهب إلى الشركات الكبرى دائما: وذلك لأن تلك الشركات عند مراسلتها لا تقوم بالرد على الطلبات، ولا تقدم الخبرات كافة؛ بل تقوم بإيعاز المهمة إلى مكتبها الإقليمي، وأحيانا تقوم تلك الشركات بإحضار الخبراء الدوليين وبعد توقيع العقود وفي مرحلة التنفيذ تقوم بترك المهمة للمكاتب الإقليمية والداخلية.
رابعاً، لا تقبل كل ما تعطيك وتقدمه لك الشركة الاستشارية: من هنا تأتي أهمية قول "لا" و"غير كاف"، وأن المخرجات متأخرة مهم جداً، بحيث إذا لم يكن هنالك ضغط واستخلاص للنتائج ومتابعة حثيثة لن تقوم الشركة الاستشارية بإعطائك عملاً ذا جودة عالية وبالتوقيت الذي تم الاتفاق عليه.
خامساً، حاول أن تستفهم عن المصطلحات الغامضة: حيث تحاول بعض الشركات استخدام مصطلحات غير معروفة أو استخدام مصطلحات جديدة، لذا لا تبدي إعجابك بها دائماً وإنما اطلب منهم المصطلحات الأكثر استخداماً وتبسيط المعاني، فلا ينبغي الانبهار الدائم بكل ما تقدمه تلك الشركات.
سادساً، فرق بين أنواع تلك الشركات: ينبغي قبل التعاقد مع هذه الشركات البحث عنها وعن عملها وأسلوبها في العمل ومَن هم عملاؤها السابقون ومدى رضاهم. تختلف طبيعة عمل تلك الشركات من تنفيذ أو تخطيط، لذا لا تستخدم شركات هي فقط قادرة أن تقوم بالعمل، وإنما هي الأفضل في المجال المتخصص.
سابعاً، اذهب للشركات التي تعمل في المجال المتخصص ذاته: لا تذهب للشركات العمومية؛ بل اذهب للشركة التي تقدم الدراسة في المجال الذي تحتاج إليه.
ثامناً، حاول أن تتعرف وتبحث عن الشركاء الداخليين لهذه الشركة: هل هي قادرة على التنفيذ من خلال الشريك المحلي، أو ليس لها شريك محلي وإنما أتت من الخارج وتنفذ في الداخل دون أي معرفة عن الثقافة الداخلية أو الإجراءات في الداخل، وما إذا كان الشريك الداخلي يقوم فقط بالعمليات المساندة، أم أنه متخصص في المجال نفسه.
تاسعاً، اقرأ الأنظمة الوطنية المتعلقة بالتعاقد وأنظمة العمل وأنظمة المجال المطلوب فيه الدراسة: وهذا يعطي الشخص الذي يتعامل مع الشركات الاستشارية بُعداً قانونياً وتعاقدياً مهماً، ويأتي على رأس تلك الأنظمة، نظام المنافسات والمشتريات ونظام العمل والعمال.
عاشراً، كل شيء يكمن في التفاصيل: اعرف متى تغوص في الأعماق وتدخل في تفاصيل كل مراحل العمل، وتقوم بتنفيذ الإدارة التفصيلية "الجزئية" ومتى تبتعد لتدع فرصة للشركة للعمل عند تنفيذها العمل بشكل جيد.