في بيتك مدمن
إدمان الألعاب الإلكترونية من قبل الأطفال والمراهقين من أكثر الأمور والمشكلات التي تواجهها الأسر في عصرنا الحالي، ليس على مستوى السعودية فقط، بل على مستوى العالم وهي ظاهرة زادت من هواجس الأسر وأربابها مع تنامي التحذيرات الرسمية التي كان آخرها تحذير من منظمة الصحة العالمية وهي أعلى سلطة دولية تهتم بالشأن الصحي، حيث حذرت في الخامس من شوال الجاري وعبر بيان رسمي في موقعها الإلكتروني من إدمان الألعاب الإلكترونية وأثرها على الصحة العقلية لممارسيها، وقالت المنظمة، إن أقلية صغيرة فقط من الذين يمارسون الألعاب الرقمية وألعاب الفيديو يمكن أن يمثلوا مشكلة قبل أن تستدرك وتقول، إن رصد علامات الإنذار المبكر قد يساعد على الوقاية منها.
بالطبع قد يقول قائل، إن المنظمة تبالغ وإن وصف الإدمان مبالغ فيه، بل يعتقد بعضهم أن حالة الإدمان مرتبطة بالمخدرات، وهذا الأمر غير صحيح، فالإدمان يتمثل في حالة سلوكية ونفسية يمارسها الشخص ولا يستطيع الابتعاد عنها أو التخلص منها، وينتج عنها عديد من الآثار السلبية والضرر الصحي والنفسي شديد الخطورة، فلا يجب علينا كأولياء أمور أن نسطح مشكلة ممارسة أبنائنا للألعاب الإلكترونية وجلوسهم أمام الشاشات لساعات طويلة، فالمشكلة لم تعد -كما في السابق- مرتبطة بمضيعة الوقت وإهمال الدروس والاستذكار، بل تجاوز الأمر إلى تشكيل خطورة على صحتهم العقلية وفق تحذيرات منظمة الصحة العالمية وهي جهة شديدة الحرص على إطلاق التحذيرات ولا يمكن أن تبادر إلى تحذير دون أن تجري عليه كثيرا من البحوث.
الأمر أيضا لا يقتصر على إدمان الألعاب الإلكترونية فحسب، بل يمتد إلى تعرض الأطفال والمراهقين للجرائم الإلكترونية من خلال ممارسة اللعب من أشخاص مجهولي الهوية وكبار في السن وهو الأمر الذي يعد أكثر خطورة من الإدمان نفسه.
ويكون السؤال الذي يلوح في ذهن كل من يقرأ السابق.. وما الحل؟ بالطبع الحل لا يمكن في مصادرة الألعاب من الأطفال بشكل مباشر وحرمانه منها لأنه أمر شديد الخطورة وقد ينتج عنه طفل شديد العدوانية، بل العلاج يكمن في التخفيف من ساعات لعبهم تدريجيا ومكافأتهم في حال خففوا من اللعب، وإشغال أوقات فراغهم بأمور أخرى مسلية غير الألعاب الإلكترونية وممارسة رياضات بدنية تقوى صحتهم البدنية والعقلية أيضا.