«طريق مكة» .. عجلة التطوير لا تتوقف
في خدمة ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله والمعتمرين، لا تتوقف عجلة التطوير في السعودية، فكلما توهمنا أن العمل قد اكتمل، فوجئنا بمبادرات وخطط غير مسبوقة لا غاية منها إلا تسهيل قضاء الحاج والمعتمر مناسكه بكل يسر وسهولة، ولعل آخر المبادرات التي أذهلتنا، تلك التي دشنتها السعودية العام الماضي بشكل تجريبي على عدد محدود من حجاج ماليزيا، التي أطلقت عليها مبادرة "طريق مكة".
مبادرة طريق مكة، هي جزء من "رؤية السعودية 2030"، وتهدف إلى الارتقاء بخدمات الحجاج وتسهيل وتيسير أداء فريضة الحج، وتشتمل على خدمات إنهاء إجراءات الجوازات والجمارك عند دخول السعودية من مطارات بلدانهم وقبل صعودهم إلى الطائرة، إضافة إلى التحقق من الاشتراطات الصحية وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، وهو الأمر الذي سيمكن المستفيدين منها من الانتقال مباشرة إلى الحافلات التي تنتظرهم خارج مطاري جدة والمدينة لنقلهم إلى مقار إقامتهم دون الحاجة إلى أي إجراءات تتسبب في انتظارهم وتكدسهم في المطارات.
المبادرة التي تم تطبيقها على حجاج إندونيسيا وماليزيا كافة، أكثر الدول الإسلامية حجاجا، بدأت بنجاح باهر هذا العام ولاقت استحسان الحجاج ومسؤولي الدول الإسلامية، الذين أثنوا عليها بشكل كبير وعلى الأصعدة كافة، وينتظر أن يتم تطبيقها على الدول التي تطلبها لتشمل في الختام حجاج بيت الله الحرام كافة في كل عام.
بالطبع، المبادرة مكلفة، لكن في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام لا ينظر إلى الفاتورة ولا يمكن أن توازي سعي الحكومة الرشيدة في المملكة وخطواتها ورغبتها في التيسير على الحجاج وأدائهم مناسكهم بسهولة وطمأنينة، ويقوم عليها شباب سعوديون اغتربوا عن وطنهم من أجل مهمة سامية يفتخر بها كل سعودي، ألا وهي خدمة ضيوف الرحمن.
إن المبادرات والخطط الرامية إلى خدمة ضيوف الرحمن لن تتوقف عند "طريق مكة"، فكما أسلفت في بداية المقال، عجلة التطوير مستمرة، وكل ما يخدم الحجاج ويسهل أداءهم النسك، ستعجل به السعودية وستقوم به، وهو ديدن ملوك هذه البلاد الطاهرة منذ تأسيسها على يد - المغفور له بإذن الله - الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن.