الأطفال ووسائل التواصل الاجتماعي
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي كـ"تويتر" و"فيسبوك" و"إنستاجرام" واسعة الانتشار في المجتمعات حول العالم، وأصبحت تستهلك أوقات البشر بكل فئاتهم العمرية. وعلى الرغم من فوائدها في تسهيل التواصل بين الناس، ومشاركتهم تجاربهم وخبراتهم، إلا أنها أفرزت لنا على الجانب الآخر عديدا من الظواهر السيئة، التي منها ما سأتحدث عنه اليوم، وهو استغلال الأطفال، طمعا في الشهرة لمن يقوم بتوثيق ذلك، سواء والديهم أو أحد أفراد الأسرة الآخرين. فبين الحين والآخر نجد مشهورا أو مشهورة –أو ما يطلق عليهم المؤثرون- يقوم بتلقين الطفل كلاما قبيحا ومرفوضا اجتماعيا، أو كلمات تجعل من هذا الطفل أضحوكة لمن يشاهد المقطع، أو إظهاره بشكل لا يناسب فئته العمرية، كوضع المكياج المبالغ فيه لبنات صغيرات في مرحلة الطفولة، وكل هذا يحصل للوصول إلى هدف واحد، هو زيادة المتابعين. لا يمكن أن يمر أسبوع واحد دون أن تجد أحد هؤلاء قد أخرج مقطعا يظهر فيه الطفل أو الطفلة بشكل ممجوج، وتمثيل فج، ويتكلم عن موضوع أو يظهر بشكل لا يليق، وتبدأ بعدها "هاشتاقات" تناقش هذا الأمر، وبالتالي تحصل الشهرة المنشودة. أتمنى من الجهات الرسمية -ممثلة في الجهات المناط بها حماية الطفل- متابعة مثل هذه المقاطع، ومحاسبة من قام بتلقين الطفل وتصويره وإعلان ذلك للجميع، ذلك للتقليل من هذه الظاهرة السيئة. بعض الوالدين -مع الأسف- ليسوا بكامل الأهلية للاعتناء بأطفالهم وتربيتهم بشكل صحيح، لذلك فإن تدخل الجهات الرسمية هو أمر مهم لحماية أطفالهم منهم وتقويم سلوكهم. أصبحت زيادة المتابعين هدفا -وهو هدف مشروع– لكثير من الموجودين في شبكات التواصل، لكن غير المشروع هو استغلال هؤلاء الأطفال بشكل قد يؤثر في بناء شخصيتهم وحالتهم النفسية، لمجرد الحصول على عدد أكبر من المتابعين.