خدمة 937 .. حتى لا تكون نقمة

تفاءلنا كثيرا بوجود خدمة الاتصال بالرقم 937، الخاص باستفسارات المرضى أو الشكاوى في كل ما يخص وزارة الصحة. لكن من ملاحظاتي وزملائي من خلال العمل في العيادات والاحتكاك اليومي بالمرضى، أن هذه الخدمة يتجاوز دورها الاستفسارات والشكاوى إلى الاستشارات الطبية. حتى عند زيارة الموقع الإلكتروني لهذه الخدمة، فإن الاستشارات الطبية من ضمن الخدمات المنوطة بالعاملين في هذا المركز. تكمن خطورة هذا الأمر في أن إعطاء أي توجيهات طبية غالبا ما تكون غير دقيقة، وقد تؤثر في طبيعة المرض، بل ربما تكون هذه التوجيهات سببا في ضياع حياة أحدهم. في تخصصي - الأمراض الجلدية - لا يمكن بأي حال تشخيص أي مرض جلدي - إلا في الحالات النادرة جدا - دون الكشف على المريض من قبل الطبيب المختص، بل في أحيان كثيرة لا يمكن التشخيص عبر الصور دون الفحص المباشر للمريض. إضافة إلى ذلك، فإن القائمين على هذه الخدمة غالبا ليسوا متخصصين التخصص الدقيق الذي يؤهلهم للتشخيص أو إعطاء التوجيهات، حيث إن فروع الطب متشعبة جدا ومتسارعة في التطور والتغير، لذلك يصعب على غير المختص اتخاذ أي قرار في كثير من الحالات التخصصية. وهناك أيضا نقطة مهمة في هذا الجانب، ألا وهي التبعات القانونية لهذه الخدمة، حيث إن الطبيب في الأحوال العادية محاسب على كل قراراته وتبعاتها من أخطاء طبية وغيرها، وهي لا تتوافر - على حد علمي - في هذه الخدمة على الرغم من أنها استشارة طبية، ومن المحتمل أن ينتج عنها أي خطأ طبي، بل ربما وفاة المريض، كما هو الحال عند استشارة الطبيب في العيادة. في نظري، أن هذه الخدمة متميزة في عمومها، وتشكر عليها وزارة الصحة، لكن يجب عدم استخدامها للاستشارات الطبية، نظرا إلى خطورة تبعاتها الطبية والقانونية.

* استشاري الأمراض الجلدية والتجميل

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي