طواقمنا الطبية خط الدفاع الأول
يخوض أبناؤنا العاملون في القطاع الصحي من أطباء وممرضين وممرضات وفنيين وإداريين، معركة وطنية كبرى ضد وباء فيروس كورونا، وهؤلاء البواسل يستحقون منا جميعا أن نصفق لهم ونرفع من معنوياتهم، ونهنئهم على الانتصارات التي يحققونها على عدو من أشرس أعداء الحياة والإنسانية، عدو مراوغ غير مرئي، صعب المراس، يجوب أجواز الفضاء، وينقض على الإنسان في مباغتة، ويتنقل على أجساد الجنس البشري ويفتك بعدد كبير من الضحايا.
ولذلك نؤكد أن طواقمنا الطبية تستحق منا جميعا أن نهتف باسمهم، وأن نشيد بالبطولات التي يحققونها يوميا في كل ساحات العالم.
ومنذ كانون الثاني (يناير) 2020 بدأ فيروس كورونا "كوفيد - 19" ينطلق من الصين ليجوب كل أنحاء العالم، ويومذاك كانت المهنة الأكثر خطرا على حياة ممارسيها هي مهنة الطب، ولكن مع ذلك تقدم أولادنا برباطة جأش للمشاركة في مكافحة هذا الوباء.
ومع بدايات انتشار هذا الوباء قررت الحكومة السعودية فتح باب العودة إلى الوطن أمام السعوديين كافة، ومنهم الأطباء، ولكن كثيرا من الأطباء السعوديين الموجودين في دول متفرقة من العالم قرروا البقاء، والمشاركة مع زملائهم من كل الدول دفاعا عن الإنسان في أي موقع من العالم، ومحاربة هذا الوباء الفتاك أينما كان وحل.
ولقد سجل أبناؤنا من الممارسين الصحيين في كل موقع مع عدو الإنسانية كورونا انتصارات كبيرة، وأثبتوا للعالم أن الطواقم الطبية السعودية من ضمن أكفأ الطواقم في العالم، وها هم بعض طواقمنا الطبية يبرعون في فرنسا، إيطاليا، أمريكا، سويسرا، مصر، وفي كل الدول التي يوجدون فيها، وظهرت في المشهد الدولي أسماء سعودية رائعة تشرف كل إنسان سعودي أينما وصل واتصل.
السفير الألماني في الرياض قال في تغريدة نشرها حساب السفارة الألمانية على "تويتر": "أود أن أشكر 650 طبيبا سعوديا في المستشفيات الألمانية، فهم شركاؤنا في مكافحة «كوفيد - 19»، ويستحقون منا خالص التقدير"، وأكد السفير الألماني، أن الأطباء السعوديين في ألمانيا أكثر من شركاء، ووصفهم أنهم رفقاء درب في معركة وباء «كوفيد - 19».
وبالنسبة لفرنسا ذكر حساب وزارة الخارجية السعودية على موقع "تويتر"، أن 280 طبيبا سعوديا من برامج المنح الدراسية، التي تدعمها حكومة خادم الحرمين الشريفين يشاركون جنبا إلى جنب مع زملائهم الفرنسيين في المستشفيات الفرنسية في الخطوط الأمامية من معركة وباء «كوفيد - 19»، وأن هناك نحو 20 طبيبا سعوديا يعملون في سويسرا، كذلك أكد السفير الثنيان، أن هناك أيضا سربا من الأطباء السعوديين يعملون في الولايات المتحدة، وفي بريطانيا وألمانيا مؤكدا أن الأطباء السعوديين جميعهم يعملون بجد وإخلاص، ويحققون انتصارات مذهلة على هذا الفيروس الشرس، وأشاد السفير الثنيان بالموقف العام للأطباء السعوديين، وقال، إنها تعكس أروع صور التعاون الإنساني في هذا الوقت العصيب، الذي انتشر فيه هذا الفيروس في كل أنحاء العالم، وفي ختام تصريحه أوضح السفير أن ما يقدمه الأطباء السعوديون ليست مبادرات فردية أو نخبوية من أبنائنا الأطباء، بل بادرة تعكس قيم وأخلاق ومبادئ مجتمعنا الإسلامي العربي السعودي.
ونقلت وسائل الإعلام عن عبدالله بن فهد الثنيان، الملحق الثقافي في سفارتي خادم الحرمين الشريفين في فرنسا وسويسرا، أن هذه المبادرات من أبنائنا الأطباء السعوديين ستكون مبادرات مهمة على طريق تطوير حياة الأطباء المهنية، ورفع جاهزيتهم للعمل بتفان، لمواجهة الأزمات بمختلف أنواعها.
وتقول الإحصائيات الرسمية، إن عدد الأطباء السعوديين الذين يخوضون معركة كورونا وصل إلى نحو 6243 طبيبا سعوديا ينتشرون في كل أنحاء العالم، ويتوزعون على 27 دولة ليسهموا مساهمة فاعلة في القضاء على أشرس حرب عالمية فوق كوكب الأرض.
مما سبق يتضح لنا أن عددا كبيرا من الأطباء السعوديين في تلك الدول المتقدمة، تستعين بالكفاءات السعودية الموجودة بين ظهرانيها لمحاربة آفة هذا الداء الخبيث، وها هم أبطالنا يبدعون بنجاح كاسح مع أشقائهم في الإنسانية ليؤكدوا للعالم أن للمملكة دورا في تحقيق الأمن والسلم والصحة في ربوع هذا الكوكب الذي يجمعنا ويضمنا جميعا.