لا تكسر صديقك

الصديق؛ تضيق عليك الدنيا ولا يضيق. هو من يخفف عنك المشكلات ويهونها ويسهلها. يدفعك إلى القفز عليها وتجاوزها، ولا يجعل منها عقبات تصدك وتحد من تقدمك. هو من يجعلك تبتسم وتتفاءل وتصعد وترتفع.
يحدث أن يكون بعض البشر دوما معنا، لكن حينما نحتاج إليهم يختفون. لكن هذا الصديق يظهر أمامك وبجوارك وخلفك عندما يغيب الجميع.
لا تكسر اثنين في مشوارك؛ الثقة والصديق. عندما تكسر أحدهما لا يحدث ضجيجا، وإنما كثير من النزيف.
وتذكر؛ لا شيء يعود كالسابق، فكن حذرا جدا قبل أن تكسر صديقا جميلا لا يعوض.
حافظ على صديقك. كن الكتف الذي يضع رأسه عليه، ليكون هو كتفك في اللحظات العصيبة.
أحيانا يكون كل ما نحتاج إليه منه مجرد إصغاء واهتمام، عندما تتوق لكلمة تطفئ حزنك وغضبك وانزعاجك.
الصديق الحقيقي يكفيك عن جيش. يرمم جروحك ويعيد شهيتك للحياة والأمل. ترجع معه الأمور إلى ما كانت عليه، بل إلى أفضل مما كانت عليه.
لا تقل كل ما تعرفه لمن لا تعرفه. قل كل شيء لصديقك، الذي يفرح معك ويحزن من أجلك، ويؤازرك ويعضدك.
كم تكون الحياة قاسية حينما يغادرها من تقدره وتثمن قربه وتعتز به. فتمسك بهذا الرفيق.
رحلتنا في هذه الدنيا قصيرة، ولا يمكن العودة إليها بعد الرحيل عنها، فاستثمر هذه الأوقات بصديق يجعل هذه الرحلة أكثر طمأنينة وسكونا وسعادة.
لا يوجد أحد كامل على وجه هذه البسيطة، لذلك فعلاقاتنا مع الأصدقاء تدوم وتستمر وتتألق بالتغاضي، وتزداد عمقا وتناغما بالتراضي. وتسوء وتتراجع وتنهار بالتدقيق والتمحيص.
لا تؤذ صديقك بكثرة العتب، وإنما أسعده بكثرة الدعاء.
وإذا أردت صديقا دائما، فأكثر من الامتنان والاهتمام به لتنعم بصداقة مديدة ومحبة طويلة وعلاقة فريدة.
ولا تنس؛ الصديق الحقيقي تضيق عليك الدنيا ولا يضيق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي