رسالة الخطأ

  • Notice: unserialize(): Error at offset 8 of 9 bytes in variable_initialize() (line 1202 of /var/www/html/includes/bootstrap.inc).
  • Search is temporarily unavailable. If the problem persists, please contact the site administrator.


كيف سيصبح العالم مختلفا بعد كوفيد - 19؟ «1من 3»

أدلى ستة من كبار المفكرين بدلوهم بشأن طريقة الجائحة في تغيير العالم، ففي آذار (مارس) 2020، وصف رابي جوناثان ساكس، وهو من الشخصيات المؤثرة في الحياة الفكرية في بريطانيا، فيروس كوفيد - 19، بأنه نوع من كارثة جديدة على الحياة البشرية وكان صدمة لكل شعوب العالم، وكثير منا شعر بأنه في مواجهة هذه الأزمة المفاجئة المتطرفة المتسارعة. وأعرب عن رأيه بقوله: نحن في مواجهة صعبة مع هشاشة الوضع الإنساني وضعفه.
والآن، بعد مضي بضعة أشهر، لا تزال مقارنة رابي ساكس بظهور الوباء تبدو ملائمة، وإن كان لسبب مختلف. ويجدر النظر فيها عندما نفكر في عالم ما بعد كوفيد - 19، وهذه الأزمة مروعة لأسباب منها تعدد سماتها الجديدة غير المألوفة. إنها حالة طبية عالمية طارئة سببها فيروس لا نزال لا نفهم كنهه تماما. وهي كارثة ألحقها الاقتصاد بنفسه، كاستجابة ضرورية من السياسات للحد من انتشار الفيروس.
ومع هذا، فبمرور الوقت أصبح من الواضح كذلك أن قدرا كبيرا من أشد الضغوط التي تسببها الأزمة ليس جديدا على الإطلاق. فالاختلافات اللافتة للانتباه في الإصابة بمرض كوفيد - 19 ونتائجها تبدو كأنها انعكاس لأوجه عدم المساواة الاقتصادية التي نعيشها. وعدم التوافق الواضح والأجور أهم عاملين بين القيمة الاجتماعية لما تقوم به المتدنية الذين يحصلون عليها وينبع من إخفاق السوق المعتاد في تقييم الأعمال المهمة بالقدر الذي تستحقه.
وكان يتعين أن نتوقع هذا الترحيب بتبني المعلومات المضللة والخاطئة عن الفيروس بعد مرور عقد من تزايد التيارات الشعبوية وتراجع الإيمان بالخبراء. وكان علينا ألا نفاجأ من غياب استجابة دولية منسقة على نحو صحيح، نظرا للترحيب بالسياسة في أنحاء العالم التي أخذت خلال الأعوام الأخيرة.
وبالتالي، جاءت الأزمة بمنزلة وحي بمعنى أكثر حرفية، إنها تركز انتباهنا الجماعي على كثير من أوجه عدم العدالة والضعف التي تشوب بالفعل طريقة معيشتنا معا. وإذا كانت هذه الأخطاء قد غابت عن أنظار الناس فيما مضى، فمن الصعب عدم رؤيتها الآن. كيف سيبدو العالم بعد كوفيد - 19؟
كثير من المشكلات التي سنواجهها خلال العقد المقبل ستكون ببساطة صورة أكثر تطرفا من تلك التي نواجهها بالفعل اليوم. ولن يبدو العالم مختلفا كثيرا هذه المرة إلا إذا قررنا أن نتخذ إجراءات لحل هذه المشكلات وإجراء تغيير جوهري في طريقنا للخروج من هذه الأزمة.
ليس من المرجح أن يعود العالم بعد كوفيد - 19 إلى ما كان عليه من قبل. وكثير من الاتجاهات العامة الموجودة فعليا في الاقتصاد العالمي تسير الآن بوتيرة أسرع بسبب تأثير الجائحة. ويصدق ذلك بصفة خاصة على الاقتصاد الرقمي، مع تزايد السلوك الرقمي، كالعمل والتعلم والتطبيب من بعد، وخدمات التسليم. وقد تتسارع وتيرة التغيرات الهيكلية الأخرى، بما فيها التحول إلى سلاسل التوريد الإقليمية وتزايد انفجار تدفقات البيانات العابرة للحدود.
لقد وصل مستقبل العمل مبكرا عن موعده، تصحبه تحدياته وربما تضاعف كثير منها، مثل استقطاب الدخل، وتعرض العمالة للمخاطر، ومزيد من الأعمال الصغيرة، وحاجة العاملين إلى التكيف مع التحولات المهنية... يتبع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي