تمحور الفيروس فتمحورت الأسواق معه

أدى خبر تمحور فيروس كوفيد - 19 وانتشار بعض الحالات ببعض الدول مرورا بإعلان عزل لندن وسيدني وعودة بعض الدول لإيقاف الرحلات والتنقلات، إلى إحداث خضة في الأسواق العالمية والمحلية.
حيث تراجعت أسعار النفط إلى أكثر من 6 في المائة، وكسرت حاجز الـ 50 دولارا هبوطا لسعر البرميل بسبب الخوف من ضعف الطلب إثر الإغلاقات الجديدة كما كسر "داو جونز" مستويات الـ 30 ألف نقطة، فيما ارتفع مؤشر الدولار 1.5 في المائة، وانعكس ذلك سلبا على السوق السعودية بعد إعلان إغلاق المطارات والمنافذ البرية لمدة أسبوع قابلة للتمديد، حيث افتتحت بقاب داون بأكثر من 150 نقطة في تداولات الإثنين الماضي، وإغلاق كثير من الشركات على النسبة الدنيا وبسيولة تجاوزت المليار ريال بأول خمس دقائق وأكثر من 13 مليارا نهاية الجلسة، إلا أن السوق حافظت على دعمها فوق 8400 نقطة ومتوسط 50 يوما عند 8480 الذي شكل دعما قويا لها.
ورغم الارتداد بجلسة اليوم التالي لأكثر من 150 نقطة إلا أن السوق لم تستطع إغلاق القاب داون الذي سبقها كما جاءت بسيولة أقل حيث بلغ إجمالي تداولات الثلاثاء، عشرة مليارات بفارق ثلاثة مليارات ريال.
هذا الارتداد لا يزال ضعيفا ما لم يكن هناك اختراق لمنطقة 8747 نقطة وبسيولة لا تقل عن 13 مليارا، وإغلاق السوق فوق هذه المنطقة لأكثر من يومين سيكون صمام أمان، بإذن الله تعالى.
ومن التذبذبات السابقة تتضح لنا عودة حالة عدم اليقين للأسواق العالمية والمحلية كردة فعل ما زالت طبيعية بعد أخبار تمحور الفيروس الذي ينتج عنه سرعة انتشار تتجاوز 70 في المائة عما قبله بموجته الأولى.
من جهة أخرى من الناحية الفنية، فالأسواق كانت بحاجة إلى عمليات جني الأرباح بعد ارتفاعات جيدة إثر بدء توزيع اللقاح، خاصة على مستوى أسعار النفط التي ارتفعت لأكثر من 44 في المائة خلال شهر ونصف فقط من 36 دولارا للبرميل الى ما يزيد على 52 دولارا. كما ارتفع "داو جونز" لأكثر من 13 في المائة، فيما ارتفع المؤشر العام للسوق 12 في المائة خلال الفترة نفسها وهي ارتفاعات تعد كبيرة خلال ستة أسابيع فقط من الطبيعي أن تتبعها عمليات جني أرباح لتخفيف حدة المؤشرات التي تضخمت خلال هذه الفترة القصيرة.
بغض النظر عن المسببات لعمليات جني الأرباح التي دفعتها لتكون أكثر حدة وسرعة، ورغم ما حدث من تراجعات استمرت أسعار النفط و"داو جونز" وكذلك السوق السعودية في المحافظة على مناطق دعمها، وهذا أمر صحي حتى الآن. ونتوقع استمرار التذبذب الذي شهدته السوق إلى حين اختراق 8747 نقطة، وهي القمة التي حققتها خلال الفترة القريبة، وستحسم حالة عدم اليقين والتردد نحو مستهدفات أعلى عند 9000، بإذن الله، وسيعزز السيولة بشكل أكبر.
خلاصة القول، إن تمحور الفيروس أدى معه إلى تمحور الأسواق عموما، والسوق المحلية خصوصا، خلال الأسبوع الحالي، لذلك من وجهة نظر فنية خاصة، هناك أمران لا ثالث لهما لضمان استمرار الإيجابية، الأول: المحافظة على منطقة 8400 نقطة. والثاني منهما: تجاوز 8747 بسيولة فوق 13 مليارا، وهو الخيار الأفضل لمن يبحث عن تأكيد الاتجاه الصعودي الذي سيكون بمنزلة إشارة تأكيد قوية لمرحلة صعود أخرى، وما سوى ذلك ستكون السوق بينهما في حالة تذبذب وعدم يقين إلى حين كسر أحدهما لحسم الاتجاه صعودا أو هبوطا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي