كيف ستكون هيئة التعافي العالمي؟ «2 من 2»

تتوقع الأسواق المالية هذه الاتجاهات بالفعل. فبعد نضالها قبل اندلاع الجائحة وتضررها بشدة في المراحل الأولى من الانكماش، بدأت تعود مجموعة كبيرة من أسهم القيمة إلى سابق عهدها. من ناحية أخرى، شهدت أسهم النمو في القطاع الرقمي تصحيحا طفيفا. لكن هذا أيضا لا بد أن يكون مؤقتا. وبينما ستستمر أسهم القيمة في التحليق فوق ركودها السابق، فإن أسهم النمو الرقمي ستستفيد من الاتجاه القوي طويل الأجل نحو إنشاء القيمة التراكمية عبر الأصول الملموسة.
يعد السفر الدولي من الأمور التي تنطوي على قدر كبير من الأهمية. فقد تتمكن الشركات من العمل على منصات رقمية لبعض الوقت، لكن الاتصال الشخصي سيصبح ضروريا في النهاية. علاوة على ذلك، يعتمد عديد من الاقتصادات بشدة على السفر خاصة السياحة، التي تمثل 10 إلى 11 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في إسبانيا وإيطاليا وما يصل إلى 18 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في اليونان وربما أكثر إذا وضعنا المضاعفات في الحسبان.
مقارنة بعديد من القطاعات الأخرى، تواجه صناعة السفر رياحا معاكسة إضافية، لأنها غير محلية. والواقع أن نمط التعافي السريع الذي يمكن أن تتوقعه صناعات الخدمات المحلية بمجرد السيطرة على الفيروس لا ينطبق بشكل كامل على السفر، خاصة على المستوى الدولي. للسماح بمزيد من السفر بين الدول، يجب أن يكون كل من بلدي المنشأ والمقصد أحرز تقدما في تطعيم سكانه واحتواء الفيروس. فأولئك الذين حصلوا على التطعيم ويرغبون في السفر يجب أن يكونوا مقبولين في بلد المقصد، ربما من خلال تقديم شهادة من نوع ما أو جواز سفر اللقاح.
ما يزيد الأمور تعقيدا على تعقيد أن السفر الدولي يخضع لقوانين متعددة الاختصاصات وضوابط تنظيمية غير منسقة إلى حد ما. وهذا، إلى جانب المعرفة غير الكاملة عبر الحدود حول الظروف الخارجية، من شأنه أن يجعل التكيف مع الحقائق الجديدة على الأرض أكثر صعوبة.
يشير مسار التطعيم الحالي إلى أن الطرح العالمي الأولي سيستغرق وقتا أطول كثيرا مقارنة بالبرامج في الاقتصادات المتقدمة. والأمل هنا هو أن يحول قادة هذه الدول انتباههم بمجرد اكتمال هذه الخطوات الأولى نحو تعزيز التعاون الدولي والتعجيل بإنتاج اللقاحات ونشرها في الدول النامية وبعض الأسواق الناشئة.
بحلول هذه المرحلة، ستكون الاقتصادات المتقدمة تشهد تعافيا سريعا، مثل الصين وغيرها من الاقتصادات الآسيوية التي احتوت الفيروس في وقت مبكر. وستؤدي عودة قطاعات الخدمات التي توظف العمالة بكثافة إلى تغذية عودة عريضة القاعدة، ما يسفر عن تحولات في السوق في القيمة النسبية عبر مختلف القطاعات. وستستأنف المدارس التعليم المباشر شخصيا، مسلحة بأدوات رقمية تكميلية قد تعمل على تعزيز المناهج الدراسية وتوفير القدرة على الصمود في مواجهة الصدمة التالية.
في النصف الثاني من عام 2021 حتى عام 2022، ستفسح ديناميكية اقتصاد الجائحة على هيئة الطريق للتعافي متعدد السرعات، مع تولي القطاعات التقليدية التي تنطوي على الاتصال المكثف زمام المبادرة. يتمثل المجالان المتبقيان لعدم اليقين فيما يتعلق بالنتائج الصحية والاقتصادية في وتيرة طرح اللقاح في العالم النامي والتعاون الدولي للتعجيل باستعادة السفر عبر الحدود. لكن في ظل قيادة تضع المستقبل نصب أعينها، لن يكون من الصعب التعامل مع المشكلتين بنجاح.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2021.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي