السعودية أمام الأمم المتحدة: سنواصل العمل على خطة التنمية للأجيال الحالية والمقبلة
أكدت السعودية أنها بصفتها عضوا في مجموعة العشرين ستواصل العمل لحماية خطة التنمية للأجيال الحالية والمقبلة على حد سواء من خلال تعزيز القدرة على الصمود إزاء التغيرات المناخية، وحماية الموارد الطبيعية وتمويل التنمية المستدامة.
وقال السفير عبدالله المعلمي مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، إن التزام المملكة بتعزيز التعاون العالمي من أجل ضمان مواجهة التحديات التي يواجهها العالم في الوقت المناسب وبطريقة غير تمييزية، ومواصلة تأكيد التزامها تجاه الأمم المتحدة وتعزيز العمل الجماعي للحفاظ على السلام والاستقرار.
وأشار إلى أن المملكة تفخر بكونها أول دولة عربية تستضيف مجموعة العشرين، ورئاستها لمجموعة العشرين ستبقى خالدة في الذاكرة لاتخاذها إجراءات فورية للتخفيف من تأثير جائحة كورونا، وحماية حياة الناس وسبل عيشهم والحفاظ على كوكب الأرض وحمايته وتسخير إمكانات الابتكار لتشكيل آفاق جديدة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير المعلمي، عقب تقديم السفير لويجي مارسيلو رئيس الدورة الحالية لمجموعة العشرين الممثل الإيطالي في مجموعة العشرين كلمة بلاده في الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة تسلم إيطاليا رئاسة مجموعة العشرين لعام 2021.
وأوضح أن المملكة واصلت بوصفها رئيسا لمجموعة العشرين في عام 2020، البناء على الدبلوماسية متعددة الأطراف، بحيث التزمت بمبدئها، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العالم خلال جائحة كوفيد - 19. وشدد على إيمان المملكة الراسخ بضرورة التعاون الدولي والتعددية لبلوغ حلول مفيدة لجميع الأطراف التي تواجه التحديات ولإيجاد الفرص للجميع، مشيرا إلى أن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين تهدف إلى تعميق التعاون العالمي لاستفادة الجميع من الفرص التي يتيحها القرن الـ21.
وقال، لقد أيدت حكومات مجموعة العشرين تحت رئاسة المملكة في عام 2020، دعم مجموعة العشرين للتصدي لـكوفيد - 19 وتسهيل التعافي في الدول النامية، مؤكدا أن المبادئ التوجيهية للمجموعة بشأن جودة البنية التحتية للتواصل الإقليمي، وتمويل التنمية المستدامة، تدفع المملكة للعب دور قيادي في التنفيذ الأمثل لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 وهي خطة العمل التي أقرت في أديس أبابا.
وأضاف، لقد عملنا مع أعضاء مجموعة العشرين على ثلاثة محاور أساسية تعد حيوية لرفاهية العالم، أولها تمكين الناس من خلال توفير الظروف المناسبة التي تضمن للجميع، وخاصة النساء والشباب، العيش والعمل والازدهار.
وأردف السفير المعلمي يقول، وثاني تلك المحاور هو حماية كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود الجماعية للحفاظ على مواردنا الطبيعية، فيما كان الثالث تشكيل آفاق جديدة من خلال اعتماد استراتيجيات طويلة الأجل وجريئة لتقاسم فوائد الابتكار والتقدم التكنولوجي.
وأشار إلى أن المملكة قامت عند تفشي جائحة كوفيد - 19، بتكييف جدول أعمالها الأصلي والنظر في الحقائق الجديدة، وإضافة عديد من الأولويات إلى جدول الأعمال الأساسي، بل قمنا بتعديلها لمواجهة هذا التحدي العالمي، بما في ذلك الاستجابة الفورية لوباء كوفيد - 19.
ولفت إلى أن رئاسة السعودية لمجموعة العشرين التزمت بمواصلة عملها جنبا إلى جنب مع أعضاء مجموعة العشرين وتجاوبهم مع هذا الالتزام، مبينا أنه في أعقاب جائحة كوفيد - 19، كانت رئاسة مجموعة العشرين وشركاء مجموعة العشرين يعملون بشكل جماعي لمكافحة آثار الجائحة لضمان استعادة النمو والتعافي على المستوى العالمي.
وبين أنه خلال القمة الاستثنائية لقادة مجموعة العشرين التي انعقدت بدون رئاسة في 26 آذار (مارس) 2020، تعهد قادة مجموعة العشرين بمحاربة الوباء، ودعوا إلى توفير موارد كافية من أجل حماية سبل عيش الحياة والاقتصادات الأكثر هشاشة.
ومضى يقول، لقد تعهد أعضاء مجموعة العشرين ودول أخرى بأكثر من 21 مليار دولار أمريكي لدعم التمويل في مجال الصحة العالمية، وتعهدت المملكة بتقديم 500 مليون دولار أمريكي لهذا الغرض والإسهام في دعم الجهود العالمية في مكافحة جائحة كوفيد - 19، هذا وقد ضخ أعضاء مجموعة العشرين 11 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي لمواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والمالية المترتبة عن الوباء.
وتابع، أن الدول النامية وتلك ذات الدخل المنخفض، ولا سيما التي لديها مستويات ديون عالية وتعتمد في اقتصادها على القطاعات المتضررة بشدة، مثل السياحة، هي الدول التي تجد الصعوبات الأكبر في الوصول إلى الأسواق، مشيرا إلى أن مجموعة العشرين أطلقت مبادرة خاصة بأقل الدول نموا، التي من شأنها أن تسمح للدول المستفيدة بتأجيل 14 مليار دولار من مدفوعات الديون المستحقة لعامي 2020 و2021، واستخدام هذه المبالغ بدلا من ذلك لتمويل أنظمتها الصحية وبرامجها الاجتماعية.
وأفاد أن أعضاء مجموعة العشرين أعلنوا التزامهم بتعزيز استعدادهم للوباء ووضع خطة دولية طويلة الأجل لتحسين التأهب الدولي للوباء في جميع أنحاء العالم، مبينا أن مجموعة العشرين تعمل أيضا على توفير إمكانية استفادة الجميع من الفرص المالية، بما في ذلك النساء والشباب، وتسريع الرقمنة والاتصال لضمان مواصلة الأعمال لأنشطتها في ظل الأزمات العالمية وتحقيق الاستقرار في سوق العمل، لا سيما للفئات الأكثر ضعفا.
وجدد السفير المعلمي في ختام الكلمة، تأكيد ثقة المملكة التامة من أن الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين ستعزز كل الجهود التي تبذلها حكومات مجموعة العشرين، معربا عن تطلع المملكة إلى العمل معها بكفاءة وفعالية من أجل تحسين ظروف العالم، مع صادق الأمنيات لهم بالتوفيق في رئاسة مجموعة العشرين للعام المقبل.