لا احترام للمتطاولين

ترتيب الأولويات مسألة ضرورية. هناك من يحاول دوما أن يشغلك بتفاصيل لا تخصك. أحيانا قد تخضع لهذا الوهم، وتجد نفسك مشغولا بأمور لا شأن لك بها. في أعوام ليست بعيدة، كان معظم المتعاملين على منصات التواصل الاجتماعي، يخوضون في قضايا وحروب لا تعنيهم.
إن ما يعده أحدهم أولوية، ليس كذلك بالنسبة إلى شخص آخر. أولوية أي شاب أو فتاة أكملا دراستهما الحصول على وظيفة وتحقيق الاستقرار المهني والاجتماعي وتحقيق حياة تسودها السعادة.
هذا بالمناسبة أحد أبرز المبادرات التي تهتم بها رؤية المملكة 2030. لكن أن يأتي البعض من خارج المملكة ليحاولوا صرف الشباب عن هذه الأولويات وإشغالهم بأولياتهم وتصويرها باعتبارها الهم الأول، هذه المزايدة لم تعد سائغة.
لقد أسهم خلط الأولويات، في التغرير بالبعض، ونقلهم إلى ساحات الغلو والإرهاب والقتل. وما زال هناك من يحاول الاستمرار في اختراق عقول الشباب وتجييشهم ضد أوطانهم لخدمة مشاريع اليأس والكآبة وسوء المنقلب. لقد كان البؤس الذي أشاعه الخريف العربي في بعض الدول العربية، خير شاهد على عدم جدوى المشاريع الأيديولوجية المتطرفة التي تم زرعها في تلك الدول. كانت تيارات التطرف والغلو السني والشيعي تتمددان في دول العالم العربي.
لقد فقدت دول مثل العراق ولبنان واليمن وليبيا الأمن والاستقرار والحياة الرغيدة، منذ أن تم إخضاعها للهيمنة الإيرانية وميليشياتها أو الهيمنة السنية من خلال تنظيمات داعش والقاعدة. والأمر يصدق أيضا على تيارات اليسار العربي المهزوم المتأرجحة بين الطيفين الشيعي والسني.
أليس غريبا أن يطالبك البعض بالتخندق مع حلفاء هؤلاء ضد وطنك؟ لا بد أن يفهم كل شاب وفتاة، أن الأولوية الأولى هي الوطن، ويندرج تحت هذه الأولوية الأسرة الصغيرة والمجتمع بكل أطيافه دون أي تفرقة. والذود عن حياض هذا الوطن والولاء لقيادته.
كل من يحاول أن يوهمك بخلاف ذلك، هو في الحقيقة لا يريد لوطنك خيرا ولا يحترم عقلك، وبالتالي فإنه لا يستحق أي احترام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي